البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
تطل علينا ذكرى تلك الأيام العظيمة شديدة الصدق والوطنية والانتماء من ثورة 30 يونيو من العام 2013 بما لحقها وما سبقها من أحداث.

ومن محاسن الصدف، أن تتواكب تلك الأيام الخالدة هذا العام للمره الثانية مع نفس أيام 2013، فيأتي يوم الأحد 30 يونيو، وبالتبعية يوم الأربعاء 3 يوليو أياما سطرت بحروف من نور في تاريخ الأمة المصرية امتزجت فيها وجوه أكثر من 33 مليون مصري في كل شوارع المحروسة لتشكل لوحة من أجمل لوحات تاريخ مصر الحديث، وتثبت مهما مرت السنوات أن معدن هذا الشعب شديد الأصالة قوي الانتماء ضارب بجذوره في التاريخ وممتد فروعه فى مستقبل هذا البلد العظيم، الذي قُدر له أن يحيا وسط تلك الأهوال والتحديات طوال تاريخه وفرضته جغرافيته الفريدة.

فكما كان فى قلب كل الأحداث حملت جنباته وطأة هذا، لأن بلدنا حقا هي قلب العالم، وأتذكر هنا كلمات قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة الوطنيه المصرية «إن كان العالم فى يد الله فمصر في قلب الله»، ليس كلاما من قبيل الإطراء أو الفخر بقدر ما هي كلمات شهدت لها الكتب المقدسة عن هذا البلد، واثبتتها التجارب والمحن التي مررنا ونمر بها، واثقون أننا قادرون على اجتيازها والعبور إلى مستقبل يحمل الأفضل للأجيال القادمة.


بقدر كل هذا التاريخ وبقيمة تلك الجغرافيا شديدة الخصوصية والتفرد على مستوى العالم، تستجد دوما علينا التحديات التي نواجهها كشعب وقيادة سياسية وأجهزة أمن قومي، تحديات خارجية قوية تبتعد أو تقترب أماكنها ما بين روسيا وأوكرانيا وصولا للسودان وليبيا وغزة وهجمات الحوثيين فى باب المندب مدخل البحر الاحمر المؤدى للممر الملاحى الأهم عالميا وهو قناة السويس، حتى نهر النيل الخالد لم يسلم من تلك التحديات والضغوط القادمة من الهضبة الإثيوبية، فشكلت كل تلك الأسباب معضلة حقيقية كان لها أشد تأثيرعلى الداخل المصري وتفاصيل حياة المواطن اليومية.


لست من أنصار فكرة المؤامرة بالشكل الاعتيادي، ولكن حتى هذا التعبير أصبح ضعيفا أمام ما تواجهه مصر من تداعيات في قطاعات الدولة المختلفة، رغم كمية المشروعات العملاقة الاستراتيجية طوال 10 سنوات وحجم المجهود المبذول، ولكن هناك من يسعى لإفشال ومحاربة تقدم الدولة المصرية بكل الطرق والأسلحة المتاحة بلا هوادة، وبكل الأدوات والحروب الممكنة.


ولكن يظل الرهان دوما على وعي المواطن المصري وقوة ومتانة الترابط بين الدولة المصرية، متمثلة في قيادتها السياسيه وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، فكانت المصارحة والمكاشفة الدائمة منه في كل مناسبة هي عنوان الواقع والتأكيد على المضي قدما على طريق العبور بهذا الوطن إلى مكانته التي يستحقها عن جدارة، ولما لا وقد فعلها المصريون كثيرا، بل وقادرون على مواجهة تلك الأهوال والصراعات التي لم ولن تتوقف طالما بقيت مصر صامدة، فهذا قدرنا ونحن له.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز