البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
وسط إشكاليات وأزمات وحروب  دولية عديدة، وصراعات إقليمية متجددة على الصعيد  العربي والأفريقي، اتخذت مصر القرار الأصعب بعد تجربة كانت الأشد ضراوة ما بين  2011 وحتى 2013، وصولا لتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، دفة الأمور فى يونيو 2014.

كان التحدى الأصعب أيضا ما بين اختيارات عدة من مكافحة الإرهاب فى سيناء، والداخل المصرى المتهالك،  وإعادة بناء دولة تعرضت لثورتين متقاربتين كانت لهما آثار مدمرة على كافة مرافق الدولة.

وعلى التوازى، وضع مصر على خريطة الدول التى تعمل على التنمية المستدامة، وتطوير مختلف المنشأدآت والمؤسسات لإيجاد مستقبل اقتصادى أفضل يجعل  لها مكانا متميزا بين الكبار.

كانت كل تلك التحديات والخيارات أمام صانع القرار المصرى، وهو فى وضع لا يُحسد عليه، فكان القرار الأخطر، وهو أن يسير بالتوازى فى كل الاتجاهات فهو لا يملك رفاهية الوقت أو توافر مصادر التمويل الضخمة لكنه يملك حالة التفاف شعبى هائلة ارتبطت بإرادة سياسية قوية عقدت العزم منذ يومها الأول على البناء بروئية متطورة ومكافحة لإرهاب أسود كثُر وتعدد مموليه، ومواجهة أزمات الداخل من تداعيات الأحداث وموروث ثقيل لتأخر القرار فى سنوات مضت.

بكل وضوح ودون مواربة، كانت تطورات الأحداث فى السنوات الأخيرة، وحتى يومنا هذا تجيب على السؤال الذى تردد على أفواه، وفى أذهان العديد من جموع المصريين، لماذا يسابق الرئيس عبد الفتاح السيسى الزمن طوال التسع سنوات السابقة بتلك السرعة فى البناء والعمل فى مختلف القطاعات بلا هوادة أو وقت لالتقاط الأنفاس.

ولعل الإجابة الأكثر وضوحا تتلخص فى شخص الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقرائتهِ الجيدة للمشهد بصفة عامة فهو القائد القادم من خلفية عسكرية مخابراتية أوجدت وأفرزت  لديه بتراكم من السنوات والتجارب تلك البصيرة والمتابعة الجيدة للمشهد العالمى والإقليمى والقارى وارتباط كل ذلك بالشأن  المصرى الداخلى، فكان التخطيط والتنفيذ وفقا لتلك المعطيات، وتباعاتها، والربط، والتحليل الجيد للمشهد ما بين سطور وتفاصيل السياسة، والاقتصاد، والأمن المتشابك والمعقد فى كل تلك المحافل، مع وضع معايير حقوق الإنسان فى نصابها  الحقيقى، وليست مجرد  شعارات للمتاجرة، وهدم الدول كما أراد "ولازال يريد البعض".

نود لنؤكد أنه لم يكن ليملك رفاهية الوقت أو الاختيارات بين تحديات عدة كُتبت عليه وعلينا معه، وإنما اتخذ القرار الصعب حيث لا وقت للراحة أو لالتقاط الأنفاس، فيجب أن يسير العمل والإنجاز فى كل مكان بنفس القوة والسرعة مع جودة  التنفيذ لأن ما ننجزه اليوم وأمس هو ضرورة لمواجهة تحديات الغد المتلاحقة.

كان تسليح وتحديث  الجيش المصرى بأحدث التقنيات العالمية، وتطوير وتنوع مصادر الأسلحة والمعدات مع تطوير المصانع الحربية المصرية موازيا وبقوة لقطاعات البناء والتنمية في مختلف قطاعات الدولة، بنفس الوتيرة والروئية الثاقبة.

وها هي الأحداث تتتابع من صراعات حول كل حدود مصر، ودول تعاني التفكك والضعف، وحروب أثرت على سلاسل الإمداد والتموين، وأوجدت حالة من التضخم عالميا، وإشعال قضايا إقليمية بين الحين والآخر، كل هذا بجانب آخرين من تجار الأزمات، وصناع الفتن.

فماذا، لا قدر الله، لو لم تكن مصر دولة قوية متماسكة دخليا، قوية خارجيا، دولة مؤسسات لها من الرجال الأوفياء من هم على قدر المسؤولية والأمانة.

في النهاية لا أجد أصدق من كلمات الدعاء لصانع القرار المصري، وسط كل تلك التداعيات، لكنه دعاء يجب أن يكون مصحوبا بوعى وإدراك وعمل ويقظة لأن عواقب الغفلة وخيمة.

حمى الله مصر دائما وأبدا.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز