البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
سر السعادة فى رضاء الأم، فهي مصدر البهجة والطاقة الإيجابية، هي من تهون بأفعالها قسوة الحياة ومن تلتئم بيدها جروح الزمان، وتد الأسرة وسر تماسكها ونجاح أولادها، الداعمة لزوجها فى رحلة الحياة وعتبات بهجتها.

هذا هو قدر أمهاتنا بقدر ما يعينهن الله علينا لنخطو فى طرقات الحياة، متسلحين بما تغرزه فينا من قيم ومثل وآداب وأخلاقيات.

أول كلمة ننطق بها، والأكثر دفئا وأصدق المشاعر فى حياتنا، فهى من تفرح لفرحك، وتبكي لضيقك وحزنك، وتناجي ربها ليهون عليك شدتك.

إذا أردنا أن نبحث عن الناجحين من حولنا، لوجدنا أمرا شديد الغرابة، فما بين أم راعت وربت وصنعت أولادا صالحين ناجحين متميزين، وبين من حُرم من حنانها فى سنواته الأولى وربما لما يرها قط، لكنها تركت فيه ذلك الأثر العظيم فظل يحملُ بين طيات قلبه حباً عظيماً ورحمة بالغير.

فصنعت منه الأم تلك الحالة، من صار أكثر عطفا على الآخرين، فكثيرا ما لمسنا هذا في العديد من الشخصيات والنماذج الناجحة فى بلادنا فى شتى المجالات.

ربما أظل أفكر كل عام ماذا أكتب عن الأم فى عيدها، وبشكل شخصى ماذا أقول عن أمى وأتذكرها به بعد رحيل تخطى الخمسة عشر عاما، فتختلط الكلمات ما بين الذكريات والأفعال، ما بين المواقف المتعددة لأستعيد تلك الابتسامات، وهذا الدعم اللامحدود منها فى كل الأوقات.

دعم غير مشروط وبلا مقابل، سوى أن تراك سعيدا ناجحا متميزا ً محبوبا ً من الجميع كما يتردد فى ثقافتنا المصرية تلك المقولة الأشهر "روح يا ابني ربنا يحبب فيك خلقه".

فى عيدها اليوم، يجب أن ندرك جيدا قيمة هذا الكَنز فى حياتنا، نشكر الله ونحمده عليه طالببن منه أن يعطيها الصحة والعافية، ونترحم على من رحل منهن متذكرين كلماتهن راجين من الله الرحمة والمغفرة، ونسير جميعا ً ببركة رضاء الأم.

وأخيرًا أقول كل سنة وكل أم بخير وسلام، كل سنة وأم الدنيا بلدنا رايحة لكل خير.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز