البث المباشر الراديو 9090
الدكتورة رانيا أبو الخير
في انتخابات رئاسية تنافسية شهدتها الجمهورية الإسلامية الموريتانية فى التاسع والعشرين من يونيو الماضى 2024، تنافس فيها سبعة مرشحين، في مقدمتهم الرئيس الحالي محمد ولد الغزوانى، وستة آخرين هم: محمد الأمين المرتجي الوافي، وحمادي ولد سيدي المختار، الذي يعد مرشح الإخوان، وأتوما أنتوان سليمان سومارى، ومامادو بوكارى با، والعيد محمدن امبارك، وبيرام ولد اعبيد، وهو ما رفع من سخونة العملية الانتخابية تزامنا مع سخونة الطقس في هذا التوقيت من العام في موريتانيا، بما بدفع نسبة مشاركة معتبرة من بين عدد الناخبين المسجلين للتصويت البالغ 1.939.342 ناخبا، وتمثل النساء منهم نسبة 53%.

ومما هو جدير بالذكر في هذا الخصوص أن هذه الانتخابات تشرف عليها لجنة وطنية مستقلة حرصت منذ بداية عملها في هذا الملف ان تضع الضوابط المنظمة والإجراءات الحاكمة بشكل يضمن ارتياحا للجو العام الذي تجرى فيه العملية الانتخابية من خلال اتخاذ كل الإجراءات اللازمة والتنسيق مع الأجهزة العسكرية والأمنية للانتشار على امتداد التراب الوطني حيثما وُجد مكتب تصويت، لتمكين المواطنين من تأدية هذا الواجب الانتخابي بكل حرية وطمأنينة ومن دون أية عوائق في كافة مناطق البلاد.

والحقيقة أن هذه الانتخابات مثلت نقطة مهمة في المسيرة التنموية التي تشهدها موريتانيا منذ تولى الرئيس ولد الغزوانى الحكم عام 2019، وطرحه لبرنامجه الطموح تعهداتى بما حوى من رؤى سباقة وسياسات فعالة في مختلف المجالات وعلى كل المستويات؛ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وانسانيا وثقافيا وزراعيا وبيئيا وغيرها.

ومن نافل القول إن ما تحقق في الدولة الموريتانية على مدار الخمس سنوات الماضية من إنجازات عدة كانت حصادا لهذه الرؤية التي عملت في بيئة وطنية من الامن والاستقرار في الداخل الموريتانى رغم تصاعد الإرهاب والحروب والانقلابات في منطقة الساحل، إلا أن الرئيس الغزوانى تمكن من أن يعيد ترتيب الأوضاع السياسية وتطوير السياسات الاقتصادية بانفتاح على مختلف الاقتصادات العالمية والعربية والإفريقية، وهو ما أدى إلى تحسن في مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها موريتانيا سواء تعلقت تلك التحديات بالأوضاع العالمية المتوترة والأوبئة كما هو الحال في جائحة كوفيد 19، ومن بعدها الحرب الروسية الأوكرانية، او تعلقت هذه التحديات بالأوضاع في جوارها الاقليمى.

ولذا لم يكن مستغربا ان يحصل حزب الانصاف الذى ينتمى إليه الرئيس الغزوانى على الأغلبية الساحقة في الانتخابات التشريعية التي جرت العام الماضى 2023، إذ حصد 107 مقاعد من أصل 176 في الجمعية الوطنية، متقدما بفارق كبير على حزب "تواصل" الإسلامي الذي فاز بـ11 مقعدا، وذلك تأكيدًا على التوافق الشعبى على سياسات الرئيس وتوجهاته الحاكمة.

واليوم مع فوزه في الاستحقاق الرئاسي الذى شارك فيه ما يزيد عن 50% ممن لهم حق التصويت وهى نسبة ليس بالقليلة في ظل الأوضاع الراهنة التي يحجم فيها الكثيرون من المواطنين عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية حتى في أعتى الدول الديمقراطية ولعل ما يجرى في فرنسا تزامنا مع هذه الانتخابات تؤكد هذه الصورة التي أضحت اكثر الصور تعبيرا عما تشهده الانتخابات في كثير من دول العالم.

ولكن يظل فوز الرئيس محمد ولد الغزوانى بفترة رئاسية ثانية خطوة مهمة لاستكمال برنامجه التنموى المتطور للانتقال بموريتانيا إلى مرحلة جديدة من التقدم والتنمية يشعر خلالها المواطن بأن المستقبل واعد لأبنائه وأحفاده، شريطة أن يعى المواطنون بأن نجاح آية قيادة في تحقيق الطموحات والتطلعات، مرهونا بضرورة المشاركة المجتمعية مع جهود الحكومات وتعضدها ومساندتها.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز