البث المباشر الراديو 9090
الدكتورة رانيا أبو الخير
في ذكراها الحادية عشر، يحتفل المصريون بثورتهم الشعبية الأكبر في تاريخهم المعاصر، ويزداد الحديث عن دور هذه الثورة في حماية الأمن القومي المصري والحفاظ على الدولة المصرية، وغير ذلك كثير مما تمتلأ به صفحات الجرائد وكتب التاريخ ولقاءات الصحافة والإعلام، إلا أن ثمة زاوية مهمة يجب التركيز عليها، ألا وهى العلاقة بين ثورة الثلاثين من يونيو ومواجهة التطرف والإرهاب، إذ أن معركة الشعب المصري مع جماعة الإخوان الإرهابية وأذنابها لم تكن معركة مصرية أو وطنية فحسب، بل هي معركة عالمية خاضها الشعب المصري تحت حماية مؤسساته العسكرية والشرطية في مواجهة قوى الظلام والتطرف والإرهاب، يُدلل على ذلك مؤشرين مهمين: الأول، الأوضاع المصرية والإقليمية التي سبقت ثورة الثلاثين من يونيو، حيث مثلت البيئة صعودًا كبيرًا لجماعات التطرف والإرهاب في محيط الدولة المصرية، فكان هناك وجودا لهذه القوى المتطرفة في تونس وليبيا وسوريا واليمن والصومال والسودان وغيرها، بما يعنى أن اللحظة التي قامت فيها ثورة 30 يونيو كانت لحظة فارقة في الصراع بين القوى الوطنية التي تذود عن حياض الوطن وترابه وبين القوى الظلامية التي تسعى إلى هدم الدولة وتفكيكها.

وهذه هي جوهر المعركة الحقيقية. أما المؤشر الثاني فيرتبط باللحظة التي جاءت عقب قيام ثورة 30 يونيو إذ دخلت الثورة في معركة حقيقية مع تلك القوى التي أرادت إفشالها عبر تنفيذ العديد من التفجيرات الإرهابية في مختلف المحافظات المصرية ولعل التصريح الذى جاء على لسان أحد قادة جماعة الإخوان الإرهابية بأن هذه التفجيرات ستتوقف إذا عادت عقارب الساعة إلى الوراء وعادت الجماعة إلى الحكم، وهو قول يحمل دلالة أن التفجيرات التي راح ضحيتها أبرياء من أبناء الشعب المصري مسئولية تلك الجماعة التي تتمسح بالدين الإسلامي الحنيف الوسطي الذى يرفض كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب.

في ضوء هذين المؤشرين، من المهم أن يكون الخطاب الإعلامي الموجه إلى الخارج وخاصة الدول الأوروبية في ذكرى هذه الثورة، خطابا كاشفا لحقيقة ما ارتكبته جماعة الإخوان من أعمال إرهابية ولا تزال تسعى إلى ذلك وتحاول العودة إليه، إلا أن قوة الجيش المصري ويقظته، وفطانة الشرطة المصرية ودقة عملها أفشلت كل هذه المخططات قبل حدوثها لحماية الأمن القومي المصري بل والعربي والعالمي، إذ كان نجاح ثورة 30 يونيو إيذانا ببدء إنهاء حكم قوي التطرف والإرهاب في العديد من الدول العربية لتعود إلى أبنائها الوطنيين الذين لا يزالون يحملون مسئولية الذود عن تراب وطنهم بعيدا عن الشعارات الفارغة والهتافات الغوغائية التي لا تثمن ولا تغنى من جوع.

ملخص ما أود قوله، أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تحمل المسئولية منذ ثورة 30 يونيو، نجحت في عبور النفق المظلم رغم الأزمات والمشكلات التي تواجهها فى إدارة ملفاتها الاقتصادية والاجتماعية وفي ظل توترات الأوضاع الدولية والإقليمية وتأثيراتها السلبية على مختلف دول العالم. فاليوم تقف مصر شامخة برئيسها وقوتها المسلحة وشرطتها وإرادة شعبها لتحمي أمنها القومي وتصون أمن جوارها العربي وتدافع عن القيم الإنسانية المتعلقة بحماية أرواح الناس والحفاظ على حياتهم.

د.رانيا أبو الخير

أمين عام منتدى الدراسات المستقبلية.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز