البث المباشر الراديو 9090
الكاتب الصحفي أحمد عنتر
الوطن ليس فندقا، وأنت لست مغيبا لتقول إن الخدمات إذا ساءت فيه فإن عليك المغادرة، فالعالم كله يعاني من الأزمة الإجبارية، فكيف سيبحث العالمون عن عالم آخر، في ظل أزمة مشتركة تسوقها موجة عاتية من ارتفاع الحرارة غير المسبوق، أثرت على كفاءة عمل محطات توليد الطاقة، واضطرت دول عديدة منها الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تخفيف الأحمال الكهربائية.

مصر كذلك كانت تعاني في فترات عدة من أزمة في الغاز الذي يغذي محطاتها الكهربائية، ووضعت خطة لتخفيف الأحمال، بالإضافة إلى زيادة استهلاك الكهرباء بسبب تشغيل أجهزة التكييف بكثافة، ولم يكن هناك أي تقصير لأن محطات الكهرباء الموجودة لدينا لها القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة، لكن كل هذه العوامل السابقة مجتمعة تجعل الدولة مضطرة إلى تخفيف الأحمال، مثلها كباقي دول العالم.

لكننا لم نر رئيسا حول العالم يوجه ويسعى بوطنية لحل ما يعاني منه الشعب بسبب أزمة انقطاع الكهرباء، وبخاصة في هذا الوقت من العام الذي يتوافق مع موعد أداء لطلاب امتحانات الثانوية العامة، ليصدر توجيهاته إلى الحكومة بالعمل فورا على تخفيض ساعات تخفيف الأحمال، مع سرعة إنهاء هذه الأزمة في أقرب وقت.

الشفافية والتوجيه والسعي، معادلة رئاسية ثلاثية يحاصر بها الرئيس السيسي الأزمات إذ كان يوجه الحكومة والمسؤولين أكثر من مرة بضرورة إطلاع الشعب على حقيقة الأزمة، والأسباب الطارئة التي أجبرت الأجهزة المعنية للجوء إلى تخفيف الأحمال، لأن مصر – في عالم شائك - تعاني من أزمة الغاز المغذي الرئيسي لمحطات الكهرباء، بسبب ارتفاع أسعاره عالميا، مع ارتفاع سعر الدولار فتضاعف ثمنه 3 أضعاف، في وقت انخفضت فيه عوائد قناة السويس لأكثر من 40%؜ بسبب توتر الأوضاع في البحر الأحمر، ما أدى إلى لجوء سفن البضائع إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

حديث رئيس مجلس الوزراء في مؤتمره الصحفي، حمل حلولا على خطوات تشمل توزيع عادل لفترات انقطاع الكهرباء، والإعلان يوميا عن مواعيد الانقطاع في كل منطقة مع إلزام جميع المحلات التجارية والمولات بمواعيد الإغلاق، وإعادة النظر في تبكير مواعيد الإغلاق ساعتين لحين انتهاء الأزمة، لكن يتبقى مع الخطة الحكومية أن يقف وعي المصريين سدا منيعا أمام محاولات استغلال الأزمة أو تسييسها أو إشعال نعرات الإحباط والنفور بسببها.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز