الكاتب الصحفي أحمد عنتر
لكن الأكثر غرابة وقوة، أن البناء كان في أرض تملأها الألغام، فتحولت بأيد مصرية إلى مدينة الأحلام والأنغام، بل أضحت مدينة العملين الجديدة منبع إشارات جديدة لما يقع على أرض مصر من إعجاز وقدرة على الصناعة والترقي عبر إرساء ظروف تنموية حديثة ومستدامة.
القدرة كانت جلية على أرض العلمين بتدشين الدولة المصرية مجتمعات متكاملة ومستدامة، نجحت في فتح فرص وآفاق عمل، وبينها مهرجان العلمين الذي يمثل لبنة كبرى في بناء الهوية السياحية الجديدة داخل مدينة ساحرة انجذبت إليها أنظار الملايين حول العالم.
خبراء الاقتصاد توقعوا أن المهرجان ليس قاصرا على إبراز القدرة التنموية والسياحية المصرية بل هو قادم بقوة ليدعم اقتصاد مصر خلال سنوات معدودة باستثمارات وعائدات تقدر بـ 6 مليارات دولار من العائدات السياحية الساحلية، التي ستحققها مصر بقوة وبفضل التنوع الشديد الخاص بالسياحة الترفيهية والثقافية بعد أن ساهم المهرجان نفسه في توفير فرص عمل موسمية لأكثر من 55 ألف شاب وطالب وطالبة على مستوى الجمهورية شاركوا في نجاح المهرجان.
مهرجان العلمين في نسخته هذا العام يقدم الدليل واضحا أن القدرة المصرية لا تتوقف عند الإنجاز، بل تعطي وتدعم وتساهم من وراء ذلك الإنجاز، فلم يكن إعلان الشركة المتحدة والقائمين على المهرجان تخصيص 60% من عائد المهرجان لدعم الأشقاء في فلسطين، إلا تعبيرا عن تلك القدرة وذلك التتويج المنير الباهر لكل منجز وطني على أرض مصر.
وعبر المهرجان نفسه، تثبت الشركة المتحدة – على لسان عمرو الفقي الرئيس التنفيذي للشركة - أنها تملك أهدافا واضحة، في طريق صناعة الإعلام والترفيه، وهي صناعة مهمة للترويج للمنتج السياحي.
الخلاصة أن مهرجان العلمين المقام في مدينة تستوعب 1.6 مليون نسمة على مساحة 50 ألف فدان بعمق أكثر من 60 كم جنوب الشريط الساحلي، لم توضع قواعده إلا ليرسخ أن القوى الناعمة المصرية بخير، وقادرة على أن تضيف إلى الدور المصري إقليميا ودوليا، بما يليق باسم الوطن وجلال تاريخه.
