البث المباشر الراديو 9090
حنان أبو الضياء
تعجب الكثير من مشاهدي مسلسل "الحشاشين" من قتل حسن الصباح ابنه "الحسين"، وقبل ذلك استخدامه ليكون أحد رجاله وتعليمه فنون القتال رغم أنه كان طفلا، للأسف أن هذا الأسلوب أصبح نهج الجماعات الإرهابية على مر السنيين وحتى الآن.

استخدام الأطفال في الخطوط الأمامية في الحروب، بحيث تباهت به داعش، وأبرزت الأطفال في معظم دعايتها، بما في ذلك تأبين الأطفال الذين على وشك الموت، وصورت عمليات الإعدام التي نفذها أولاد لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات.

خلقت داعش شعورا بالفخر والهيبة والتنافس بين أشبال الخلافة لتحقيق هذه المكانة الخاصة، حصل الطلاب على مكانة الشبل في معسكرات التدريب المخصصة، حيث تعلموا المهارات اللازمة ليصبحوا إرهابيين.

وما فعله حسن الصباح من التدريب البدني والعسكري المكثف والتلقين الأيديولوجي والنفسي المستمر، من خلال عملية منهجية لإنتاج مقاتلين أكفاء اعتنقوا كل جانب من جوانب تعاليمه، هو ما فعله تنظيم داعش.

استخدام حسن الصباح وجميع الحركات الإرهابية للأطفال كخيار استراتيجي، و"سلعة مجانية"، حيث يتمتع الأطفال ببعض المزايا الفطرية، وبالتالي يسهل تشكيلهم، فالأطفال مرنين، فأجسادهم وعقولهم تتغير وتنمو دائما، مما يجعل إقناعهم أسهل من البالغين.

تلجأ التنظيمات الإرهابية إلى تجنيد الأطفال عندما تتضاءل أعدادهم، كما حدث مع حركة طالبان الأفغانية. ومع ذلك، فإن الجماعات التي تجند الأطفال تفعل ذلك لتعزيز قوتها.

الأطفال ليسوا مجرد ضحايا للعنف فقط؛ بل يشارك العديد منهم ويتم دمجهم اجتماعيا في المنظمات الإرهابية، ويصبحون في النهاية أعضاء كاملين.

لقد استخدم الأطفال من جماعة بوكو حراما، وشارك أكثر من 81 طفلا في تنفيذ هجمات انتحارية بين عامي 2011 و2017، وهو ما يمثل حوالي 20٪ من الأطفال من إجمالي الهجمات الانتحارية. وكان أصغر ثلاثة مفجرين في السابعة من العمر، وكانوا فتيات، للأسف الهجمات الانتحارية التي نفذها الأطفال والمراهقون كانت أكثر فتكا...

على الرغم من أن الأطفال قد يتبنون أدوارا موازية في المنظمات الإرهابية، فإن الفرق الأكثر أهمية بين الجنود الأطفال والأطفال في الإرهاب هو كيفية تجنيد الأطفال والعمليات الدقيقة للتنشئة الاجتماعية.

عندما ينخرط الأطفال في أنشطة تتعارض مع البراءة المفترضة للطفولة، فإن النتيجة يمكن أن تكون مزعجة ومفجعة. ومع ذلك، اختارت العديد من الجماعات العسكرية والمنظمات الإرهابية عمدا استخدام الأطفال كاستراتيجية.

وفي بعض حالات الأطفال المشاركين في الحركات المسلحة، تم التجنيد عبر علاقات القرابة والشبكات الاجتماعية القائمة، ولا سيما من خلال الأنشطة التي تركز على المجتمع.

يتعرض الأطفال في مناطق النزاع بشكل روتيني للعنف الذي ترتكبه جميع الأطراف منذ سن مبكرة جدا، قد يؤدي التعرض للعنف إلى تغيير تصورات الطفل حول الصواب والخطأ، وقد يؤثر ذلك على استعداد الأطفال للمشاركة في أنشطة العنف، تعرض الصدمة والشدائد المبكرة الطفل لخطر مجموعة متنوعة من النتائج السلبية بما في ذلك احتمالية أكبر للانخراط في العنف.

تتم تعبئة الأطفال ليس بسبب التعاطف الأيديولوجي أو "التطرف"، ولكن بسبب الرغبة في تحقيق مكاسب شخصية من خلال أزمات اقتصادية، واجتماعية مثل الحرمان، والإحباط، والجشع، والظلم.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز