البث المباشر الراديو 9090
حنان أبو الضياء
من يصدق أن العلمين تلك الغابة من الرمال والصحراء، المليئة بالحفر التى كان بها بعض المنازل نصف المبنية على ركائز خشبية، وفى أماكن عدة تحت الرمال المتحركة باستمرار كانت توجد 16 مليون قطعة من ذخائر الحرب العالمية الثانية غير المنفجرة.

تحولت في نهاية المطاف، إلى رمز للتجديد والإبداع و امتزاج الفنون، من يصدق أن المدينة التى كانت بمثابة المعنى الحرفى للعيش تحت التهديد على الدوام، وعدم الشعور بالأمان، والتى جعلت من مصر الدولة الأكثر كثافة بالألغام في العالم، أكثر من مناطق الصراع العالمية، أصبحت النموذج الأمثل للمدينة المتطورة التى تفتح ذراعيها للعالم أجمع.

تلك المدينة التي أحتوت على الذخائر المدفونة التي قتلت وشوهت الآلاف من المصريين على مدى العقود السبعة الماضية، وأدت إلى ركود اقتصادي في المنطقة، أصبحت الآن أحد أهم روافد قوة مصر الناعمة من خلال مهرجان العلمين الذي يعد أيضا أحد استراتيجيات التسويق الحالية لجعل مدينة العلمين على خريطة السياحة، على نطاق أوسع، لجذب عدد أكبر من المتفرجين والمشاركين.

لقد سعى مهرجان العلمين منذ دورته الأولى بشكل متزايد إلى التفرد فى محاولة لمحاكاة أنجح المهرجانات الراسخة، والعمل على تطوير نفسه، بحيث يصبح مهرجان العلمين حافزا للتنمية، وجعل العلمين مدينة دولية، مليئة بالأحداث.

وماحدث هذا العام من أحداث جعل مهرجان العلمين على المحك وعلى وجه الخصوص، أزمة غزة وانقطاع الكهرباء، فى ظل أزمة وقود تعانى منها مصر، لذا كان قرار المسئولين عن المهرجان بجعل العديد من فاعليات المهرجان صباحا، إلى جانب الاعتماد على المولدات الكهربائية.

فى نفس الوقت التبرع بنحو 60% من إيراد المهرجان لدعم فلسطين، إلى جانب دوره الأساسي من كونه منتدى اجتماعى حيوى، يخلق لقاءات فنية عديدة، تجعل الجمهور يتفاعل مع الحياة الإبداعية للمهرجان، وهذا يعكس الدور الرئيسي في دعم الصناعات الإبداعية البيئية، وتمكين المهرجان من الاستمرار في توظيف الشباب، وبالتالي الاحتفاظ برأس المال البشرى.

ومهرجان العلمين يضع ضمن خطته ليس فقط الجانب الترفيهى، لكن أيضا الاهتمام بالمسرح لجذب السياحة الثقافية، وتمديد الموسم السياحي وإضافة الحيوية إلى المشهد الثقافي، مما يدعم ويكمل العلامة التجارية الشاملة للعلمين.

مهرجان العلمين يعمل بشكل متعمد كوسيلة لتحفيز السياحة لعقود من الزمن، نظرًا لقدرته على خلق جو احتفالي، نابض بالحياة ومبهج، مما يعزز جاذبية المكان، وخاصة في تحفيز السياحة في غير موسم الذروة.

ونظراً للفوائد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المرتبطة بالمهرجان، فليس من المستغرب أن تقوم المتحدة بالتركيز بشكل خاص على إقامة حفلات غنائية لكبار نجوم العالم العربى كوسيلة لجمع الناس معًا وجذب السياح، وازدهار الروح البشرية.

فى النهاية ورغم كل الصعاب، إننا أمام مهرجان يعمل على دعم السياحة الثقافية، والسياحة التراثية، والسياحة البحرية، والسياحة الإبداعية؛ وتعزيز مدينة العلمين كوجهة لسياحة المؤتمرات والمعارض والحوافز والمؤتمرات والمعارض، ومركز الرحلات البحرية الإقليمي.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز