البث المباشر الراديو 9090
محمد صلاح
تحل علينا هذه الأيام، ذكرى أجمل وأهم الأيام في تاريخ مصر، حيث يسترجع المصريون ذكرى ثورة 30 يونيو، التي تعد واحدة من أبرز وأهم الأحداث في تاريخ مصر الحديث، فقد كانت هذه الثورة بمثابة لحظة مفصلية في تاريخ وحياة ومسار الدولة، والتي أظهرت إرادة شعب قوي، كافح قوى الظلام، ليحفظ وطنه من مصير مجهول، ويحدد مستقبله، ويعيد تشكيل ملامح حياة سياسية واجتماعية حاولت «الإرهابية» محوها خلال عام، ساد فيه الجهل وانقشع فيه النور.

استطاعت ثورة 30 يونيو إنقاذ مصر، من مجهول كاد يفتك بها، ومن مسار كان يمكن أن يقود إلى مزيد من الفوضى والتطرف، واستبداد جماعة متطرفة سعت إلى هدم أي شيء حتى ولو كان الوطن؛ من أجل مصالحها فقط، على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها البلاد حينها.

نجحت ثورة 30 يونيو في فتح باب جديد للأمل والإصلاح، حيث أعطت الثورة فرصة جديدة للمصريين للتوحد حول هدف مشترك، وهو بناء دولة مستقرة ومزدهرة، إلى جانب كتابة أروع الأمثلة التاريخية في الترابط والحفاظ على الأوطان.

وخلال حكم الإرهابية، شهدت مصر حالة من الاستقطاب الشديد بين مختلف الفئات السياسية والاجتماعية، وذلك نتيجة سياسات الإرهابية التي أثارت قلق المصريين الذين رأوا أن الإرهابية تسعى لفرض أجندتها الخاصة على الدولة والمجتمع والسيطرة على مصر، حيث جاءت ثورة 30 يونيو كرد فعل طبيعي على هذا الوضع، ونزل الشعب بالملايين إلى الشوارع، مطالبين بإنهاء حكم الإرهابية.

إن ثورة 30 يونيو كانت بمثابة محاولة لإنقاذ البلاد من مزيد من الانقسام والخلافات الداخلية التي سعت لها الإرهابية وكانت تهدد بتفكك نسيج المجتمع المصري.

استعادة الهوية الوطنية

العديد من المصريين شعروا بأن هوية مصر الوطنية والمدنية كانت مهددة تحت حكم الإرهابية، بسبب أفعالهم الشاذة في المجتمع، حيث كانت هناك مخاوف من أن تتحول مصر إلى دولة متطرفة على غرار بعض الأنظمة في المنطقة.

ثورة 30 يونيو أعادت تأكيد إرادة الشعب المصري في الحفاظ على طابع دولته المدنية، والتنوع الثقافي والديني الوسطي بها، حيث كانت الثورة بمثابة إشارة قوية إلى العالم أن المصريين يرفضون تحويل دولتهم إلى نموذج حكم ديني.

تحقيق الاستقرار الأمني

في فترة حكم الإرهابية، شهدت مصر تدهورًا ملحوظًا في الوضع الأمني، مع تصاعد الإرهاب والعنف السياسي، وسعت الإرهابية إلى استخدام العنف في كل أفعالها لكن ذلك لم يحدث بسبب ترابط شعب مصر، وعدم الانجراف للفوضى الأمنية التي كانت تسعى الإرهابية إلى إدخال مصر فيها.

تحفيز النمو الاقتصادي

الاقتصاد المصري كان يواجه تحديات هائلة خلال فترة حكم الإرهابية ويرجع ذلك إلى سياستهم الفاشلة، حيث شهدت ملفات السياحة والاستثمار، تراجعًا كبيرًا في احتياطيات النقد الأجنبي، إلى جانب نقص كبير في الوقود والسلع الأساسية، بشكل لا يمكن قبوله، وخلق أزمات لا داع لها، على كل المستويات، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين.

فتح الطريق أمام التحولات السياسية

تسببت ثورة 30 يونيو، في إحداث تغيير جذري بالمشهد السياسي المصري، حيث كانت بمثابة إعلان عن إرادة الشعب في إنهاء نظام ظلامي إرهابي سعى بكل قوته إلى تدمير أي حل سياسي ديمقراطي، ولم يكن يرى إلا مصالحه ونفسه.

دور مصر الإقليمي والدولي

قبل ثورة 30 يونيو، كانت مصر تتجه نحو سياسات خارجية مثيرة للجدل، والدخول في شبه عزلة دولية وإفريقية، ما أدى إلى توترات مع بعض الدول الإقليمية.

لقد كانت ثورة 30 يونيو بمثابة شعلة النور التي أضاءت طريق الاستقرار والحرية والتنمية، وإنهاء حكم ظلامي متطرف، أراد إدخال مصر إلى نفق مظلم لكن إرادة الله وعزيمة شعب مصر، وقفتا بالمرصاد ضد مخطط فاشل.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز