د. نسرين عبد العزيز
فقد كان فيلم "فتاة من فلسطين"، وفيلم "أرض السلام"، وفيلم "ناجي العلي"، وفيلم "السفارة في العمارة" وفيلم "جوبا"، ومسلسل "فرقة ناجي عطا الله"، من أشهر الأعمال الدرامية السينمائية والتليفزيونية التي قدمت القضية الفلسطينية وعبرت عنها ولاقت نجاحا على كافة المستويات.
وقد جاء مسلسل مليحة ليكون أول عمل درامي تليفزيوني يسلط الضوء حاليا على القضية الفلسطينية بشكل مباشر، وتقديم مواد أرشيفية موثقة وهامة عنها، ودور مصر في الدعم الدائم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وما يُحسب لهذا العمل عزيزي القارئ عدة عناصر، وهي استخدام تكنيك السرد والحكي لتقديم معلومات هامة عن بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بشكل مميز وجذاب، وبالصوت المميز للفنان سامي مغاوري، الذي برع في توصيل هذه المعلومات بطريقة سلسة وكفكرة مختلفة، حيث قدمها من خلال قصة يرويها كجد لحفيده، مما خلق حالة من الألفة بينه وبين المشاهد واستطاع أن يجذب جمهورا جديدا ألا وهو الأطفال.
وأيضا مشاركة ممثلين فلسطينيين أثرى المسلسل وأضاف إليه، كما كان هناك اختيار موفق للممثلين بدءا بالفنانة الكبيرة ميرفت أمين وأدائها الممتع الذي تشعر معه بدفء وحنان الأم المصرية، فقد كانت رمانة ميزان أسرتها، وكذلك الفنانة الجميلة حنان سليمان وعلاقتها الراقية بأسرتها وعائلتها، مرورا بدياب وقدرته على تجسيد دور ضابط حرس الحدود، المرتبط بأسرته وعائلته والمحب لوطنه وأرضه، مع الأداء المتميز لبطلة العمل الفلسطينية سيرين خاص وتلقائيتها وعفويتها والتي تشعر من خلالها بروح الشعب الفلسطيني وجماله، هذا بالإضافة إلى التتر المميز للعمل بالصوت الجميل لأصالة في أغنية "أصحاب الأرض" مع كتابة واعية لأحداث العمل للكاتبة رشا الجزارـ والإخراج المتمكن لعمرو عرفة.
مسلسل مليحة هو ضرورة ملحة لنُعرف أجيالنا بأهمية القضية الفلسطينية وأبعادها التاريخية وملابساتها وأن الشعب الفلسطيني سيظل صامدا حافظا لهويته وقوميته، وأن مصر دوما داعمة لفلسطين شعبا وأرضا.
