البث المباشر الراديو 9090
نسرين عبدالعزيز
أحلى ما في الدراما متمثل في الحب بين العناصر الرئيسية، المنتج والمخرج والممثلين وعامل البوفيه والإكسسوار، بالحب نقدر نعمل أعمال عظيمة وبالفلوس طبعا، كلمات جميلة لمس بها عملاق الدراما المصرية الفنان الكبير يحى الفخراني، قلوبنا قبل عقولنا عندما تم تكريمه بشكل مفاجئ على مجمل أعماله الفنية وإبداعاته، التي أمتع بها جمهوره في ستين سنة دراما، من إدارة مهرجان القاهرة للدراما في دورته الاستثنائية والتي حملت عنوان "ستون سنة دراما".

فتحنا أعينا وشاهدناه في أجمل أعماله على الشاشة الصغيرة "أبنائي الأعزاء شكرا" مع الفنان القدير عبدالمنعم مدبولي، وربطنا بأصالة الحلمية وعصر الباشوات في "ليالي الحلمية" بأجزائه المختلفة مع أجمل نجوم الدراما شبابا وكبارا، وعايشنا معه مغامرات في عالم الخيال في "ألف ليلة وليلة: علي بابا والأربعين حرامي"، وتنسمنا معه هواء الإسكندرية العليل والأجواء المصرية الجميلة في "زيزينيا"، وعلاقة المؤاخاة والصداقة بين الجاليات المختلفة.

وكنا معه في الصراع بين حبه الأول وبين حبه لزوجته وأولاده، وبين الواجب والوفاء وبين الرغبة في "نصف ربيع الآخر"، وتمتعنا بالفن الأوبرالي وحالة حب فريدة تجمعه بالطبيبة عايدة المحكوم عليها بالإعدام وعليه أن يثبت براءتها في "أوبرا عايدة"، وجحا المصري والعودة للفانتازيا، وماذا عن رحيم المنشاوي كبير عائلته ووقوعه في الحب من حسنات، وعليه أن يختار بين عائلته، وأولاده، وأخواته، وهيبته، وحبه الذي يعيد روحه وكل شيء جميل له في "الليل وآخره"، وعباس الذي شاء القدر وأبعده عن عائلته ورغبته في الرجوع إليهم بعد فوات الآوان في "عباس الأبيض في اليوم الأسود".

ووحمادة عزو وعلاقته الخاصة بوالدته ماما نونا، والدلال الذي عاشه معها بدون مسؤولية إلى أن تتركه يواجه الحياة بمسؤولياتها المختلفة في "يتربى في عزو"، وشيخ العرب الحكيم الذي يحكم بالعدل بين أفراد القبيلة في "شيخ العرب همام"، والشيطان المتجسد في شكل إنسان ويحاول إغواء البشرية ليفعلوا كل شيء يغضب الله حتى يحقق انتصاره في رائعة "ونوس"، و"للعدالة وجوه جديدة"، و"شرف فتح الباب"، و"ابن الأرندلي"، و"الخواجة عبد القادر"، و"بالحجم العائلي"، وأخيرا "نجيب زاهي زركش" ودور جديد له فلسفة مختلفة أطل بها علينا الفخراني ليستمر في إبداعه.

هذه المسيرة التليفزيونية التي أمتعنا ويمتعنا بها عملاق الدراما المصرية الفخراني نفخر بها دوما ونغتز بها فشكلت وجدان الكثير من جمهوره وكانت مرشدا لكثير من العلاقات الإنسانية على جميع المستويات، وعشنا معها الخيال والواقع والفانتازيا ناهيك عن مسيرته المسرحية والسينمائية التي لا تقل عن التليفزيونية في إبداعها، فأصبحنا كل عام ننتظر بشغف عملا فنيا جديدا للفخراني لأننا على يقين أننا سنشاهد ما لم نتوقعه سنروي ظمأ قلوبنا وعقولنا ونغذي إحساسنا بكل ما هو جميل ومبدع.

فتحية لهذا الفنان المبدع الدكتور يحي الفخراني الذي يستحق التكريم دوما، وتحية لمهرجان القاهرة للدراما المصرية في نسخته الثانية على تكريم رموز ورواد الدراما في مصر.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز