البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
يعد قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، هو خامس بطريرك فى تاريخ الكنيسة المصرية، يقوم بزيارة روما عبر تاريخ العلاقات بين الكنيستين، فقد كانت الزيارة الأولى للقديس مارمرقس مؤسس الكنيسة المصرية فى عام 41 ميلاديا وهو البطريرك الأول للكنيسة القبطية، وهو أيضا أحد تلاميذ السيد المسيح الاثنى عشر.

كما حضر إلى روما البابا اثناسيوس الاول "الرسولى" البطريرك رقم 20 والملقب فى تاريخ الكنيسة بحامى الإيمان والذى تعرض للعديد من الأزمات والضيقات، بسبب حفاظه على الإيمان المستلم من آباء الكنيسة الأول وكان ذلك فى وقت نفيه من الإمبراطور آنذاك، وقد التقى حينها بالبابا يوليوس الأول بابا روما وقتها، وعقدا سويا مجمعا واتفقا على بيانه، والذى كان بخصوص أحد المهرطقين وقتها ويدعى "اريوس" فيما عُرف بعد ذلك ببدعة اريوس.

أما الزيارة الثالثة فكان البابا بطرس الثانى البطريرك الـ21 والذى خلف البابا اثناسيوس مباشرة، وكان مجيئه إلى روما بسبب نفيه أيضا، وقد قاسى اتعابا شديده أيضا من اتباع اريوس المهرطق، وتمر القرون والسنوات الطويلة لتكون الزيارة الرابعة لبطريرك الكنيسة المصرية البابا شنودة الثالث، وهو البطريرك رقم 117 فى تاريخ باباوات الكنيسة الارثوذكسية المصرية، كانت تلك الزيارة فى مايو من عام 1973.

وتحديدا فى الفترة من 4 :10 مايو، وقد وقع البابا شنودة بيان مشترك مع البابا بولس السادس فى حاضرة الفاتيكان، ورغم أنه البابا الرابع الذى يزور إيطاليا إلا إنها تعد الزيارة الرسمية والتاريخية الأولى للفاتيكان بشكله الحالى.

وفى زيارته الأولى للفاتيكان فى عام 2013 أثنى قداسة البابا تواضروس، على تلك الزيارة للبابا شنودة مشيرا ومثمنا لقيمة تلك الزيارة التاريخية، واقترح وقتها أن يكون يوم 10 مايو من كل عام عيدا احتفاليا بالمحبة الأخويه بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وأود أن أشير هنا ايضا إلى زيارتين مهمتين، لآباء الفاتيكان للكنيسة المصرية الأولى هى زيارة البابا يوحنا بولس الثانى للكنيسة المصرية عام 2000 فى حبرية قداسه البابا شنودة الثالث، والثانية هى زيارة البابا فرانسيس فى أبريل عام 2017 للكنيسة المصرية.

إن العلاقات بين مصر وإيطاليا بشكل عام تمتد لاكثر من 2000 عام، مما جعل لحضارتى وتراث البلدين إسهاما كبيرا فى التاريخ الإنسانى لمنطقة البحر المتوسط؛ لتكون متميزة وفريدة فى العالم.

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية كانتا دائما مترابطتين بقوة، فقد عملتا سويا منذ المجامع المسكونية الاولى فى تاريخ المسيحية، وكان أهم تلك الإنجازات هو صياغة قانون الإيمان المسيحى، فى مجمع نيقيه عام325 ميلاديا، وكذلك تعمل الكنيستين سويا فى الشرق الاوسط والعالم الغربى، من أجل إحلال السلام تحت لواء تعزيز العمل المسكونى.

وتكتمل زيارة المحبة الأخوية هذا العام بالزيارة الثانية لقداسة البابا تواضروس للفاتيكان، للاحتفال بذكرى مرور 50 عامًا على عودة العلاقات بين الكنيستين، وكذا ذكرى تأسيس يوم المحبة الأخوية فى الزيارة الاولى لقداسته عام 2013.

وقد تحدث قداسة البابا تواضروس عن الزيارة فقال "فرحى اليوم كبير بالتواجد بينكم وأصافحكم بقلبى لا بيدى فقط" وأضاف: "أنا ممتن لأنى متواجد على هذه الأرض، التى كرز فيها الرسل، ويسكنها مرقس الرسول كاروز ديارنا المصرية، ومنها خرج الكثيرون فى طريق طويل للكرازة أنا على العهد أذكركم فى صلاتى الخاصة يوميًّا كما تعاهدنا منذ زيارتى السابقة هنا" مضيفًا: "أصلى معكم من أجل كنيسة الله على الأرض أن يثبتها إلى دهر الدهور، لترفع على الدوام التسبيح السماوى".

وعن المحبة التى صارت شعارًا للعلاقات بين الكنيستين قال قداسته: "المحبة هى الأساس الدائم والطريق الرئيسى للكمال، والطريق الوحيد لله، لأن الله محبه، وكل من يعرفه يمشى خطوات المحبة معه وإليه"، وشدد: "مسؤوليتنا أن نصير مثله (أى الله) ونقدم المحبة غير المشروطة لبعضنا وللعالم كله وعن الهدية التى أتى بها قداسته ليقدمها لبابا الڤاتيكان: "الـ 21 شهيد فى ليبيا، إذ اعترفنا بقداستهم فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نقدم اليوم جزءًا من متعلقاتهم المغمورة بدمهم المسفوك على اسم المسيح للكنيسة".

ثم ألقى قداسة البابا فرنسيس كلمته مشيرًا لاستقبال القديس البابا بولس السادس، قبل خمسين سنة، سلفكم الموقر البابا شنودة الثالث، فى بازيليكا القديس بطرس، وبنفس المديح أرحب بك اليوم، ووجه الشكر لقداسة البابا تواضروس واصفًا إياه بـ "الأخ الحبيب والصديق العزيز" : "أشكرك من كل قلبى لقبولك دعوتى لنحتفل معَا باليوبيل لهذا الحدث التاريخى فى سنة 1973، وكذلك الذكرى العاشرة للقائنا الأول فى سنة 2013".

مثمنًّا اللقاء التاريخى الذى عقد عام 1973 واصفًا إياه بأنه: "بمثابة مرحلة تاريخية فى العلاقات بين كرسى القديس بطرس وكرسى القديس مرقس. وكان ذلك أوّل لقاء بين بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأسقف روما.

وعن العمل المسكونى قال بابا الڤاتيكان: "فى المسيرة المسكونية، من المهم دائمًا أن ننظر إلى الأمام، فنسأل أنفسنا باستمرار: ما هى المسافة المتبقية أمامنا بعد؟ ومع ذلك، من الضرورى أيضًا أن تتذكر خاصة فى لحظات الإحباط، لكى نبتهج ونفرح فى المسافة التى قطعناها حتى الآن ونستفيد من حماسة الرواد الذين سبقونا".

ووجه كلامه إلى قداسة البابا تواضروس: "أشكر قداستك أيضا على اهتمامك الأخوى الذى ما زلت توليه للكنيسة القبطية الكاثوليكية، وهى المودة نفسها التى أدت إلى إنشاء المجلس الوطنى للكنائس المسيحية فى مصر".

وعن الاحتفال بمرور خمسين سنة على عودة العلاقات بين الكنيستن وعشر سنوات على أول لقاء بينهما، قال: "وهى أيضًا ذكرى لقاء سنة 1973، التى حملتكم على المجيء للقائى صاحب القداسة هنا للمرة الأولى فى ۱۰ أيار /مايو 2013، بعد أشهر قليلة من تنصيبكم وبعد أسابيع من بداية حبريتى. فى تلك المناسبة، اقترحتم أن نحتفل فى العاشر من شهر أيار /مايو من كل سنة بـ "يوم الصداقة بين الأقباط والكاثوليك"، الذى تحتفل به كنائسنا فى موعده منذ ذلك الحين.

وعن هدية قداسة البابا تواضروس لقداسته، قال بابا الڤاتيكان: "لا أجد كلمات أعبر بها عن شكرى العميق للعطية الثمينة لذخيرة الشهداء الأقباط الذين قتلوا فى ليبيا فى 15 شباط / فبراير 2015. هؤلاء الشهداء عمدوا ليس فقط بالماء والروح، بل بالدم أيضا، الدم الذى هو بذرة الوحدة لأتباع المسيح كلهم. يسعدنى أن أعلن اليوم، وبموافقة قداستك، أنه سيتم إدراج هؤلاء الشهداء الواحد والعشرين فى السنكسار الرومانى علامة على الشركة الروحية التى توحد كنيستينا".

كما أهدى قداسة البابا فرنسيس، فى ختام اللقاء لقداسة البابا تواضروس جزءًا من رفات القديسة كاترين شهيدة الإسكندرية.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز