البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
"أيها الأبناء البواسل المُرابطون على خط النار، اعرفوا قدر بلادكم بكل عزة وكرامة، وتشددوا بروح الإيمان بالنصر، وثقوا أن الله دائمًا ينصر الحق، وسيكون أبدًا معنا طالما كنا مع الحق لأنه هو الحق".

كانت تلك الكلمات مُقتطفات من رسالة البابا كيرلس السادس للجنود المصريين المرابطين على خط القتال أثناء فترة حرب الاستنزاف والاستعداد لمرحلة العبور.

وتحتفل الكنيسة القبطية اليوم بذكرى رحيل البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116 فى تاريخ باباوات الكنيسة المصرية الخالدة.

ولد 2 أغسطس سنة 1902، فى دمنهور، وكان اسمه عازر يوسف، وترهَّب فى دير البراموس، باسم "مينا البراموسى"، ورُسم قسًا سنة 1931 ثم قُمصًا، وتتلمذ فى دير البراموس على يد القمص عبد المسيح المسعودى فنشأ مُحبًا للفضيلة والعبادة والصلاة، وعلى أثر اعتماد لائحة انتخاب البطريرك سنة 1957، وبعد القرعة الهيكلية تمت سيامته بطريركًا سنة 1959.

كان البابا كيرلس، شخصية تتميز بالبساطة الشديدة، والتواضع، والصلاة الدائمة حتى قيل إن عدد القداسات التى قام بصلاتها فى حياته تجاوزت الـ12.000 قداسًا من وقت رهبنته كراهب مُتوحد فى دير البراموس بوادى النطرون فى ثلاثينات القرن الماضى حتى وقت رحيله فى التاسع من مارس 1971.

جمعت البابا كيرلس علاقة صداقة قوية مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وربما لا يعرف البعض أن الرئيس جمال عبد الناصر، كان يقوم بوداعه حتى باب سيارته عند أى زيارة من البابا للرئيس، فقد كانت العلاقة بينهما مليئة بالحب والمودة والإعجاب الشخصى من الطرفين.

وكانت للبابا كيرلس مواقف وطنية قوية وواضحة فى كافة الأمور، كمشاركته باحتفالات الإسراء والمعراج، وكذلك مؤتمرات جامعة الأزهر، ودعم القضايا العربيه المُشتركة "فلسطين والقدس"، والدعم الكامل للجيش المصرى أثناء فترة حرب الاستنزاف بعد هزيمة يونيو 1976، فقد كان شخصية مُحبة للجميع، ويضع كل الأمور فى صلاته اليومية من أجل الوطن والكنيسة، ومؤسسات الدولة والقائمين عليها.

وليس هذا بغريب على الكنيسة المصرية فهى امتداد لتاريخ طويل تجاوز العشرون قرنًا من الزمان كانت فيه الكنيسة ورجالها مساندين لبلادهم.. مُصليين من أجلها فى كل صلواتهم اليومية وأعيادهم.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز