البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
لسنوات عدة ربما تجاوزت الأربعين عاما، حاول البعض عامدا تهميش وطمس الهوية المصرية، وعندما أتحدث هنا عن هوية مصرية عريقة، أتحدث عن عراقة وطن وصلابة شعب عبرت عليه الأزمات المتوالية عبر قرون متلاحقة، ما بين حروب واحتلال ونهب وتشويه لكل ما هو مصرى الأصل.

الغريب والمدهش فى الأمر أصدقائى أنه طوال تلك القرون، لم يستطع هؤلاء الغزاة، أن ينزعوا من هذا الشعب هويته أو يغيروا من طبيعته الإنسانية.

حتى تلك الإشكاليات الثقافية والسلوكية الكارثية التى اتخذت من الدين طريقا وشكلا لشق صفوف المصريين من منتصف سبعينات القرن الماضى بكل تفاصيلها وقوة أحداثها ظل المصرى على عهده، رغم تلك الضبابيات المتلاحقة عليه والتى ساهم فيها الكثير من رعاة الفتنة والانقسام وهدم البلاد.

كانت تلك الأحداث المتتابعة من يناير 2011 وحتى يونيو 2013، هى جرس الإنذار والانتفاضة الشعبية الكاشفة لتلك الغمة، والمانحة فى الوقت ذاته لكل مواطن مصرى حقه فى العودة إلى هويته ومصريته وتدينه الفطرى، حتى قبل أن نعرف الأديان والكتب المقدسة.

حقا كنا يا أحبائى لا نرفع العلم لسنوات إلا فى مباريات كرة القدم للمنتخب المصرى، رغم أن ألوانه الثلاث تحمل فى تركيبها قسوة التجربة بالأسود، وثمن الوطنية والشرف بالأحمر لون الدم الطاهر الغالى، واللون الأبيض وهو الأمل فى إزاحة هذا السواد، حتى ولو بدماء طاهرة لأبطال فى كل موقع ومكان من مواطن لجندى أو ضابط.

كانت تلك اللحظات الخالدة فى تاريخ مصر الحديث، هى إعلان رسمى أن مصر هى الباقية بكل أولادها ويزول كل أعداءها.. حيث لا ترى وقت الشدة، إلا المواطن المصرى فقط، مواطن على قلب واحد عنوانه كل ميادين مصر وشوارعها، أياد مترابطة وقلوب ملتفة بالحب وعشق هذا الوطن العظيم.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز