البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
فى صباح يوم التاسع من مارس عام 1969، راح البطل الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، شهيدًا بنيران العدو، وهو يتفقد المواقع الأمامية للجبهة غرب القناة. 

لم يكن الفريق الشهيد عبدالمنعم رياض، قائدًا عسكريًا بارزًا ومرموقًا بل كان أيضاً بالغ الكفاءة وكان يمثل الأمل فى استرداد العسكرية المصرية لكبريائها والثأر لها آنذاك. 

بدأ الفريق رياض مهمته بكل طاقة، وعزيمة، وعمل بقوة وثبات وإصرار على إضاءة طريق استرداد الأرض بالأمل والعمل، فكان قائدًا يُحتذى به، وقبل ذلك بفترة كانت المجموعة "39 قتال" تشكلت بعد حرب يونيه 67 وفكر المقدم البطل إبراهيم الرفاعى، قائد المجموعة فى الثأر من موقع العدو الذى أُطلقت منه نيران المدفعية على الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض. 

وفى ضوء عمليات استطلاع متوالية، وخرائط للموقع، وضع الرفاعى خطة الهجوم، كما حدد القوة الضاربة وقادة المجموعات المنفذة للعملية، بإجمالى 51 فردًا مابين القادة والجنود أبطال الصاعقة المصرية. 

كان موقع العدو يضم 4 دشم مقامة على اللسان الموجود ببحيرة التمساح، تحميه مسافة طويلة من المانع المائى، كما أن تحصين الموقع وقوة النيران الموجودة به، وأسلوب الحماية يُشكل مثلث قاعدته إلى أعلى ورأسه إلى أسفل، بما يوفر له حماية دفاعية كبيرة. 

وأسهمت الخطة والتنسيق بين قيادة المجموعة "39 قتال"، وقيادة الجيش الثانى الميدانى ومدفعيته، فى إكمال كل العناصر التى جعلت من الهجوم مفاجأة كاملة، فقد تضمنت الخطة قصف مواقع العدو المواجهه للجيش الثانى بنيران مدفعية الميدان قبل وأثناء عبور مجموعات الهجوم للبحيرة والاقتراب من الموقع، وبالفعل بدأ القصف قبل التحرك بحوالى 20 دقيقة، واستمر طوال عبور القوارب الحاملة للأفراد المهاجمين والذى استغرق تقريبًا 14 دقيقة. 

كان قائد المجموعة المهاجمة على اتصال بقيادة الجيش وقائد المدفعية لتنسيق توجيه النيران حتى لا تؤثر على أفراد المجموعة، وكان هذا يعنى استمرار القصف ولكن على مسافة آمنة من مناطق اقتراب القوارب المطاطية. 

من ناحية أخرى، كانت تعليمات القيادة الإسرائيلية للقوات الموجودة بمواقع خط بارليف تقضى باللجوء إلى الدشم والاحتماء بها من نيران المدفعية المصرية، كما كان الهدف من نيران المدفعية وفقًا لخطة الهجوم سًتر تقدم القوات المهاجمة حتى لحظة الاقتراب من الموقع، فوجود القوات داخل الدشم سيحول بينها وبين اكتشاف محاولة الهجوم على الموقع. 

تحركت المجموعة تحت ستر نيران المدفعية، والتى بدأت تقصف مواقع العدو الساعة السابعة والنصف مساءً، وشمل القصف الموقع رقم 6 "لسان التمساح" وموقعى العدو أمام جبل مريم باعتبار أنهما يؤثران على مهمة الإغارة تأثيرًا كبيرًا، وفور وصول القوة المهاجمة للشاطئ بجوار الموقع بدأت المجموعات الخمس فى اتخاذ التشكيل القتالى. 

تقدمت المجموعات على مسافة 100 متر من الدشم تحت ستر نيران المدفعية، وبعد طلب القائد رفع ضرب المدفعية بدأت القوات المهاجمة للموقع فى إلقاء مولدات الدخان، وعبوات الحريق من فتحات التهوية، فأخد جنود العدو فى الصراخ، وانطلقت النيران من الرشاشات وعلى التوازى كانت هناك مجموعات أخرى تقف بالقرب من أبواب الخروج للتعامل مع كل من يخرج بالأسلحه الصغيرة والقنابل اليدوية، وهاجم آخرون العربة النصف مجنزرة، وسيارة نقل بقذائف "الآر- بى – جى" وتمكن المهاجمون من الحصول على المدفع الرشاش الخاص بالعربة النصف جنزير. 

أما فتحات الدشم فقد تم مهاجمتها بالقواذف الـ "آر – بى – جى" من أجل تدمير الرشاشات الموجودة بها، كما تم نسف مخزنين للذخيرة وفى الساعة التاسعة مساءً أى بعد أقل من ساعتين كانت الدشم مشتعلة بالنيران والانفجارات العُنيقة كانت تهز الموقع وتوقفت تمامًا مقاومة العدو، كما تم التعامل مع دبابات معادية جاءت لمساندة الموقع فتم تدميرها تمامًا. 

وفى تمام التاسعة وخمس دقائق، أصدر القائد أمره بالعودة إلى نقطة النزول وبعد 5 دقائق بدأت المجموعات القتالية فى العودة إلى الضفة الغربية، وقامت المدفعية على التوازى بمعاودة القصف لستر القوات أثناء عودتهم وخلال 15 دقيقة كانت الجميع على الضفة. 

وبعد بيان المتحدث العسكرى المصرى، اضطرت إسرائيل إلى الاعتراف بالمعركة بعد أكثر من 20 ساعة من حدوثها وأكثر من 5 ساعات من صدور بيان المتحدث العسكرى المصرى

وفيما يلى بيان المتحدث العسكرى عن العملية :-

قامت وحدة خاصة من الوحدات الفدائية التابعة للقوات المسلحة المصرية فى تمام السابعة والنصف من مساء 19 أبريل، باقتحام موقع العدو المقام على لسان التمساح المواجه لمدينة الإسماعيلية، وقتلت وأصابت ما لا يقل عن 30 ضابطًا وجنديًا من جنود العدو داخل الدشم المحصنة، كما دمرت العربات المدرعة وجميع مخازن الذحيرة. 

كانت تلك أحد البطولات الرائعة للمجموعة "39 قتال" ثأرًا لاستشهاد القائد العظيم الفريق عبدالمنعم والذى كان يوم استشهاده يوافق الاحتفال بيوم الشهيد فى التاسع من مارس فى كل عام، ولا زالت قواتنا المسلحة المصرية وعبر تلك السنوات من ملحمة العبور العظيم فى أكتوبر 1973، ووصولًا إلى عمليات حق الشهيد، ودحض الإرهاب فى سيناء الحبيبة، وكل ربوع مصر تقدم خير أبنائها فداءً لتراب الوطن الغالى، يفرقنا جسد ويسيب ذكراه والشهداء دائمًا أحياء، شهيد بيسلم شهيد الراية من بعده. 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز