البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
ما بين ورودٍ، وأزهار، وهدايا، وتذكارات رقيقة، يمرعلينا عيد الحب فى الرابع عشر من فبراير من كل عام، ليتنسم الجميع عامة، والشباب خاصة رحيق معانيه الجميلة، والراقية، ويتذكر الكبار مواقف وأحداث مرت عليهم كشريط ذكريات.

وما بين تلك الأوقات وهولاء الأشخاص اقتحم حياتنا عالم السوشيال ميديا بكلماته، ما بين البوستات، والتويتات، والكوميكس؛ لنبتسم تارة ونتنهد تارة أخرى، متأملين فى كل ما مررنا به فى الحياة.

لكن أصدقائى يبقى المعنى الأصدق والأقوى والأشمل لمفهوم الحب فى حياتنا هو "الرضا" وأن نخلق لأنفسنا تلك الحالة من السعادة، والطاقة الإيجابية، والتى تدفعنا دوما لنستمر فى حياتنا بنفس القوة، والاتزان؛ ليؤد كل منا دوره بالشكل اللائق بنا تجاه مع من نحيا معهم فى أسرنا، وأصدقائنا.

بالطبع هنا لا أتحدث عن الرضا من مفهوم أو منطلق الاستسلام بشكل عام لهموم أو مشكلات الحياة، فكل منا مُثقل فى تفاصيل حياته بوجه عام بالعديد من المشكلات، وأحيانا الهموم والحزن لأسباب متعددة ومختلفة، فنحن بشر نملك أحاسيس ومشاعر بداخلنا، ولسنا جماد متجرد من تلك الصفات الإنسانية، لأننا خلق الله على صورته ومثاله كلما تمسكنا وتذكرنا هذا؛ كلما ارتقينا، وكنا أكثر رفقا ببعضنا البعض.

إن المفهوم الحقيقى والواقعى للحب: هو قدرة الشخص على إيجاد حالة ذاتية من الصفاء النفسى، تُمكنه من التعامل مع كل من حوله باختلاف شخصياتهم وطبائعهم، وربما نجح بذكائه الاجتماعى أن يكتسب هولاء كأصدقاء، أو على أقل تقدير إيجاد قدر من الاحترام والمودة معهم.

فكلما نجح الشخص فى زيادة تلك الدائرة من العلاقات من حوله بعيدا عن المصالح أو زيف المشاعر كلما انعكس هذا عليه هو شخصيا فى إيجاد حالة من السلام الداخلى، والود مع الآخرين، والبعد عن دوائر الصراعات والأزمات، أو العبور منها بسلام لو اضطر للدخول فيها عن غير إرادته فكيون أكثر حظا، أسريا، واجتماعيا، وعمليا، عابرا لكل الأزمات بثقة ويقين وأمل، وحب.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز