البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
حقا، كان ترتيبا إلهيا عجيبا أن يتصادف يوم القرعة الهيكلية لاختيار بابا وبطريرك للكنيسة المصرية فى العام 2012، وهو نفسه يوم ميلاد الطفل وجيه صبحى باقى سليمان، الراهب ثيئودر ومعناه (عطية الله) وفيما بعد الأسقف وقداسة البابا تواضروس البابا الـ118 من بطاركة الكنيسة المصرية الخالدة.

الجميل والرائع أن اسم ثيئودور الراهب والأنبا تواضروس الأسقف العام والبطريرك، هى مرادفات لمعنى واحد وهو (عطية الله) وكأن الله أراد أن ينعم على مصر وكنيستها القبطية بشخصية تحمل سمات وصفات من نعم الله على بلدنا الحبيب مصر، والتى كانت فى هذا الوقت تشهد أحداثا ربما هى الأخطر عبر تاريخها المعاصر ما بين أحداث 2011 وما شهدته مصر من اضطرابات مختلفة وظروف دقيقة وعصيبة اجتازتها مصر والمنطقة والكنيسة.

كانت الكنيسة المصرية منذ نياحة "وفاة" البابا شنوده الثالث قد أقامت الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة قائم مقام على شؤون الكنيسة، وهو شيخا وقورا وحكيما سلم كل الأمور من يومها الأول إلى الله فأعطاه الله الحكمة والبصيرة والإرشاد لقيادة كافة مراحل اختيار البطريرك، وكأن قدر كنيستنا المصرية شأنها شأن بلادنا الحبيبة أن تقوى فى الشدائد، ولما لا وهى جزء أصيل من قلب وتاريخ وحضارة هذا الوطن العظيم.

تمت إجراءات وصلوات القرعة الهيكلية فى يوم تاريخى حافلا بالمشاعر بدأ بصلوات القداس الإلهى برئاسة الأنبا باخوميوس، ووضعت الأسماء الثلاثة كل اسم فى كرة بلاستيكية ثم وضعت فى إناء زجاجى شفاف وربط وأغلق بالشمع الأحمر ووضع داخل الهيكل ثم بدأت صلوات القداس.

وبعد انتهاء صلوات القداس اختير بالقرعة الطفل بيشوى جرجس من بين 12 طفلا ليسحب إحدى الكرات وطلب الأنبا باخوميوس من الشعب أن يرفع قلبه إلى الله ويطلب منه أن يختار، هو الراعى الصالح للكنيسة فى مشاعر ومشهد رهيب أبكى كثيرين، وكانت السماء تسمع ليمد الطفل المعصوب العينين يده ويختار الكرة من الإناء ليفتحها الأنبا باخوميوس ويعلن اسم البطريرك "الأنبا تواضروس الأسقف العام".

كثيرا يا أحبائى ما نلمس فى حياتنا عمل الله معنا على المستوى الشخصى وستره لنا وسده لكل أعوازنا ولكن وسط الشدائد والأزمات والظروف العصيبة يكون عمل الله بقوة كلما ازداد الإيمان ورفعت الأيادى والقلوب نحو السماء، فكانت عطية الله لمصر والكنيسة إنسانا مصريا أصيلا من نبتة هذه الأرض عاش حياته خادما محبوبا من جميع معارفه وزملائه فكان يشع محبة وخدمة فى كنيسته وعمله وديره فنال تقدير ومحبة الجميع.

إنه قداسة البابا تواضروس الثانى بابا وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذى نحتفل اليوم بميلاده وأيضا اختيار الله له ليكون راعيا أمينا على وطنه وكنيسته وشعبه، محبا للجميع محتملا لكل التجارب والآلام حافظا لهذا الوطن فى أشد الأوقات، فيما قبل أو بعد الثلاثين من يونيه 2013 وما شهدته مصر من إرهاب وتدمير.

كان يضع أمامه تلك الآية الرائعة من الكتاب المقدس (سلمنا فصرنا نحمل) من سفر أعمال الرسل وهو بمعنى اتكالنا على الله فصار هو المعين والملجأ.

كل سنة وقداستكم بخير وسلام وصحة وعافية سندا لبلادك وقيادتها وراعيا للكنيسة وأبا محبا للجميع.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز