البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
أما عن الأشياء الأخرى فهى الفنون والرياضة، التى وجدت للرقى بالإنسان والأخذ بعقله واستيعابه لمساحات كبيرة من الإبداع والأخلاق والرقى، فتلك هى الأهداف الأسمى لرقى أى مُجتمع وتحضره والنهوض بقدرات ومواهب وإمكانيات أفراده.

أما عن الـ"ريش"، وأعنى هنا تلك القصة الغريبة للفيلم المُثار حوله ضجة واعتراض شديد من المصريين فدعه يطير فى الهواء، لا يبقى له مكان فى ذاكرة الأمة سوى محاولات هؤلاء إلصاق الفن والإبداع والحرية به، فهى مُجرد عناوين بلا جذور، بل مُجرد حزمة من الخيالات فى رؤوس أصحابها أو من يدافعون عنها، تحت عنوان حرية الرأى والإبداع.

أما عن الفن والإبداع الحقيقى، فحدثنى يا صديقى عن تاريخ مُمتد للسينما المصرية صنعه مبدعون عبر 100 عام فكانت "100 سنة سينما"، رائدة ومُتفردة فى المنطقة العربية بأثرها وتحتاج لمراجع لسردها.

وتأتى العظمة الأخرى الحقيقية، من أبطال مصريين كانت جذروهم ممتدة فى عمق تربة هذا الوطن، عملًا وليس كلامًا أو شعارات، فقد صنعوا المجد والبطولة على سلالم التحدى، والمعافرة والإرادة القوية العنيدة فى طريقها لا تتأثر بكلمات أو محاولات هدم هنا أو هناك، فكان النجاح حليفهم، وكان العالم بأثره شاهدًا على تلك العظمة وهذه الإنجازات.

فها هو ابن مصر البار، متواضع الأخلاق، عظيم الإنجازات، محمد صلاح، يومًا بعد يوم يصنع النجاج بإبهار، ويخرج من تحد لآخر أعظم منه عابرًا فوق كل عوامل الإحباط أو الفشل صانعًا مجدًا لنفسه وبلاده رافعًا علمها فى أوقات التتويج، بل ومُلتفًا به على منصات البطولات العالمية.

ويلحق به المُكافح البطل الأسطورى بيج رامى، فى رياضة كمال الأجسام، بطل "مستر أوليمبيا" لعامين متتاليين عن جدارة واستحقاق وعرق وكفاح، لتجده فى أحاديث الإعلام يروج بفخر وحب واعتزاز لبلده ووطنه.

الأجمل والأروع فى البطلين المصريين هو شدة اعتزازهم ببلادهم والفخر بها والاستفادة من أى بطولة لرفع اسمها وعمل أكبر قدر من الدعاية لها فى المحافل الدولية والعالمية، فما بين هولاء وهولاء فارق كبير وعميق فى معناه، وهو الانتماء إلى وطن اسمه "مصر" فعلًا لا قولًا.

فلا تشغل نفسك بالـ"ريش" فهو يطير ويضمحل، ولن تبقى إلا أعمدة الإنجاز خالدة عبر الزمن فى معابد الحضارة المصرية.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز