البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
نعم أنا من هذا الجيل الذى كبر ونضج وتعلم خلال تلك السنوات من سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، واستبشرنا خيرًا بالألفية الجديدة، لكن هيهات كانت مجرد مظاهر شكلية على السطح دونما التغيير الفعلى على أرض الواقع فى بلدنا الحبيب.

فمن الخطة الخمسية الأولى والثانية والثالثة.. إلى آخره، كانت مصر تسير فى رحب تلك الخطط أو على رأى المثل الدارج "عايشين اليوم بيومه"، ولا أستثنى قطاعا من تلك الفكرة "اليوم بيومه"، فحلو الكلام والأحلام كنا نقرؤه فقط فى مانشيتات الصحف والأغانى الوطنية، أما الواقع فخادع جدا ومرير وصادم فى كثير من الأحيان.

كان مريرا بداية من "دعم شامل كامل معبأ بإرث الديون"، سنة تلو الأخرى إلى تعليم تحول إلى سمسرة ومافيات، أما القطاع الصحى فحدث ولا حرج من أمراض ومستشفيات ومافيات وخطابات علاج على نفقة الدولة لمن لا يستحق.

حتى قطاع السياحة وقناة السويس كنا نجنى منها القشور، وأقل بكثير مما كان يجب أن يعود على مصر من مقدراتها.

جرفت الأراضى الزراعية، وشوهت الطرق والمدن، دمرت العقول، بل وهاجر منها الكثير خارج الوطن، فكانت الخسارة مزدوجة للفرد والوطن، حتى الحلم بحياة أفضل لم نكن نستطيع أن نحلمه أو نفكر فيه.

المقارنات كثيرة فى كل قطاع ومكان، وكان التساؤل الدارج فى أننا كوطن نملك كل المقومات فلماذا نحن هكذا؟

بالتأكيد كان هناك من كان مهموما بوطن يستحق الأفضل، لأنه يملك الأروع فمع كل تبعات الأحداث وتتابعها من 2011 وحتى 2014، أضحت مصر خلال أقل من 7 سنوات على طريق الوصول لدولة متحضرة قوية عصرية تملك كل مقومات المستقبل المزدهر، فمن رحم تاريخ عريق صنع الكثير من الأمجاد، لكنه كان مجرد صفحات فى كتب تقرأ.

صارت تلك الأمنيات والأحلام أصدقائى واقع ملموس، تكتمل دائرته مع كل يوم نرى فيه إنجازا على أرض الواقع، من شمال مصر لجنوبها ومن شرق مصر لغربها.

فها هى سيناء الحبيبة تلتحم مع الوطن فى مشروعات تنموية عملاقة، تبدأ من العريش مرورا بالدلتا، ووصولا للعلمين الجديدة والضبعة.

ومن الإسكندرية مرورا بالدلتا القديمة والجديدة للجلالة ومنطقة البحر الأحمر، وأكبر محطة للطاقة الشمسية بأسوان، وغيرها الكثير فى كل شبر من أرض مصر.

من تعدين لزراعة لطرق ومدن وعاصمة جديدة للاستفادة من مياه الصرف الزراعى وتحلية مياه البحر وحتى الرمال السوداء.

وتخطيط دقيق لسكن لتعليم وصحة وحياة كريمة لكل مواطن، وكذا توفير بيئة بمواصفات قياسية جاذبة لاستثمارات عالمية وإقليمية قوية فى شتى القطاعات.

حقا لم تشهد مصر فى تاريخها الحديث والمعاصر تلك الطفرة فى كل القطاعات والاتجاهات دفعة واحدة وبتلك القوة والحرفية.

ربما يتحدث البعض عن دولة محمد على من بدايات القرن التاسع عشر، حقا كانت عظيمة، لكن لم يكن القائد والوالى آنذاك محمد على، من نبتة تلك الأرض العظيمة، وكانت مصر وقتها خارجة لتوها من غياهب عصر مظلم تحت حقبة الاحتلال العثمانى، فعبر بها محمد على قدر المستطاع بنهضة قوية كانت تنقصها الهوية فى شخصية الحاكم آنذاك.

أما الآن فقد أدركت مصر ورئيسها كل التحديات وعبرت بخبرات وتجارب الماضى البعيد والقريب لتصل إلى ما ترنو إليه من مكانه.. لازلنا نسعى لها وسط تحديات كثيرة.

لكننا بيقين وإيمان وثقة نعمل وننتظر أن تكتمل دائرة التنمية بالعمل الجاد ومحاربة الفساد للجمهورية الجديدة، لتكون مصر خلال سنوات قليلة فى مصاف تلك الدول الحديثة والمتطورة بعمل صادق وأمين.

ولا ننسى أيضا أنه لولا دماء سالت من أبطال أوفياء لتحمى تلك الأرض من شياطين وجحيم وغياهب الإرهاب، لما استطاعت الدولة أن تخطط وتنفذ تلك الطموحات والمشروعات العملاقة. 

رايحة لكل خير بعزيمة وقوة أبنائها.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز