البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
يحدثنا الراحل الدكتور فرج فودة فى كتابه "حوار حول العلمانية" عن ما حدث مع أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد فى مطلع القرن العشرين، عندما تفتق ذهن منافسه لعضوية البرلمان المصرى آنذاك عن حيلة طريفة لتشويه صورته وإسقاطه، فأخذ يجوب القرى والكفور معلنًا أن أحمد لطفى السيد – والعياذ بالله – ديمقراطى. 

بالطبع كان هذا وسط كم من الجهل السائد وقتها وكيف استغله هؤلاء فى محاربة الرجل، ورغم كل محاولات المدافعين عن أحمد لطفى السيد بشرح وإيضاح تلك الأكاذيب إلا أنها باءت بالفشل أمام ذلك الحشد الجمعى، وإدخال الدين والمعتنق كذبًا وافتراءً وتزويرًا وبهتانًا فى معترك لعبة السياسة.

الغريب والمدهش فى الأمر أنه طوال عشرات السنوات من هذا الأمر، ظل البعض يستغل جهل البسطاء فى صناعة تلك الحالة الوهمية من التغييب والتضليل فى كثير من العمليات الانتخابية، وقطاعات أخرى داخل المجتمع المصرى طيلة قرن كامل، كانت السلاح الأسهل والأقوى فى نفس الوقت لتشويه وإسقاط أى متنافس فى العملية الانتخابية إلى وقت قريب "تجارة الأديان". 

لكن ولكى نكون منصفين يجب أن نحمد الله ونشكره بأن هناك غالبية ليست بقليلة من المثقفين والمستنيرين المصريين، كان لهم دورًا بارزًا فى كشف تلك الألاعيب وعلى رأسهم بالطبع صاحب تلك الراوية الدكتور فرج فودة رحمه الله.

كان الله رحميًا بنا وببلدنا العظيمة مصر، أنه مَنَّ علينا بوجود العديد من أبنائها المستنيرين أحفاد أقدم وأروع حضارة عبر التاريخ، فكانوا هم شعاع النور وسط محاولات طمس وتشويه الهوية المصرية سواء فيما قبل إنشاء تلك الجماعة الشيطانية، جماعة الإخوان وكل من خرج من عبائتها طيلة أكثر من تسعين عامًا، فكانت تلك السنوات القريبة من 2011، وما تلاها من أحداث أكثر كشفًا، وفضحًا لهؤلاء الأدوات فى أيدى هادمى ومخربى الأوطان.

تذكرت كل هذا وأنا أُتابع ما يجرى على الساحة فى أفغانستان وهى بالطبع حاضرة أمام الجميع بقوة من سنوات طويلة، مابين المجاهدين الأفغان وجبال "تورا بورا" الشهيرة هناك، وكلل المشهد بالطائرة المحملة على أجنحتها بهؤلاء الفارين من جحيم طالبان.

فكان لابد أن أربط هذا بمصر وتاريخها وحاضرها القريب ومستقبلها الآمن والمشرق بإذن الله، بوعى أبنائها وبقوة قائدها ومستنيريها، فى وصولها إلى بر الأمان اقتصاديًا واجتماعيًا، شريطة أن تستمر تلك المجهودات وتزيد بقوة خلال الأيام المقبلة.

لنسير فى طريقين على التوازى النهوض ببلدنا وسط ركب الحضارة، ونشر الوعى والتعليم، وصحيح الأديان السماوية بما يتلائم مع تلك التحديات سواء القديمة، والموروثة، أو المقبلة وتعد بين سهول وهضاب وجبال "تورا بورا" لتكرار سيناريو لن ينتهى لكنه يتلون من آن ٍ لآخر. 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز