البث المباشر الراديو 9090
هانى لبيب
قال الكاتب هانى لبيب، رئيس تحرير "مبتدا"، إن التسامح ليس ضعفًا أو تنازلا، لكنه ضد النبذ والعنف والتعصب والإقصاء، مشيرا إلى أنه يخلق شخصية مصرية سوية قوية واثقة فى نفسها وواثقة فى دولتها، كما أن مصر حتى فى سياستها دولة متسامحة.

وأوضح لبيب، فى حلقة جديدة من برنامجه "من أول السطر"، الذى يقدمه عبر "مبتدا": "كتير مننا مبيسامحش نفسه على بعض التصرفات اللى هو بيعملها، وناس تانية بتشوف نفسها إن هى دايما اللى صح وغيرها خطأ، وناس تالتة بتشوف نفسها إن هى اللى بتفكر وغير مبيفهمش، وناس بتشوف نفسها إن هى اللى متدينة وغيرها كافر".

 

 

وتابع: "العامل المشترك فى كل دول هو الإنسان بتصرفاته اللى بيسامح أو اللى مبيسامحش، ياترى انت متسامح، ولا بتعرف حاجة عن التسامح، ولا هى مجرد كلمة بتقولها؟".

وأضاف لبيب: "فى السنين الأخير ظهر بعض الناس اللى بينتموا زورا وبهتانا وتدليسا للمؤسسة الدينية، وهما أبعد ما يكون عن المؤسسة الدينية، ودول كانوا ضد قيم التسامح، خلونا نشكك فى بعض، نكفر بعض، نرفض بعض، نتنمر على بعض".

وبين: "لكن رغم كده أنا بعتقد إن الجيل بتاعى كان الأفضل حظا، لأنه قابل ناس كتير، كانوا فعلا بيعبروا عن القيمة الإنسانية للتسامح بشكل حقيقى، ومنهم:  الدكتور غالى شكرى، الدكتور عبد المعطى بيومى، الأب جورج قنواتى، الدكتور محمود عزب، الدكتور سليمان نسيم، الشيخ محمود عاشور، الدكتور ميلاد حنا، أبو سيف يوسف، المستشار سعيد العشماوى، الدكتور نصر حامد أبو زيد، كلها قامات اللى قابلها مرة، يعرف يعنى إيه قيمة الناس دى".

وواصل رئيس تحرير "مبتدا": "بمناسبة الحديث عن الدكتور غالى شكرى، والأب جورج قنواتى، كنت لسه صغير وبعت ملف للدكتور غالى شكرى، اللى كان يرأس مجلة القاهرة، وفى التوقيت ده اللى كان بينشر فى مجلة القاهرة، بيعتبر من المثقفين، فالدكتور غالى نشره، وكان عنوان الملف جرئ جدا، عن جورج قنواتى، وسميته الراهب الفيلسوف الإسلامى، ياترى دلوقتى ممكن حد ينشر ملف بالعنوان ده".

"على فكرة التسامح مش ضعف أو مش تنازل، التسامح ضد النبذ، ضد العنف، ضد التعصب، ضد الإقصاء، احترام الكبير للصغير هو نوع من التسامح، زى تقدير الصغير لحكمة الكبير، احترام المرأة، احترام أبناء النوبة، احترام أبناء البدو، احترام مختلفى الأديان".

وأضاف: "كل اللى إحنا قلناه بيخلق شخصية مصرية سوية قوية واثقة فى نفسها، وواثقة فى دولتها، ومتنسوش مصر حتى فى سياستها دولة متسامحة، يعنى مثلا مع اللاجئين، على مستوى العالم بيطلعوهم بره النطاق الرئيسى اللى الناس أصحاب الدولة عايشة فيه، وبيعتبروهم من المنبوذين".

واستطرد بقوله: "لكن فى مصر عايشين بينا، ومن حقهم يعيشوا فى شقق ويستثمروا ويشتغلوا بدون ما أى حد يقولهم أى حاجة، بنقدر نحتوى أى يحد جايلنا ويحس إنه من أهل البلد".

وتابع لبيب: "كمان مصر فى مواقفها ضد بعض الدول اللى سببتلنا ربما أذى مباشر، مدخلتش فى شأنها ولا ساعدت على أى حاجة تعملها مشاكل، لكن أخذت موقف طبقا للأعراف والقوانين الدولية، اللى ثبتت فيها موقفها، وثبتت شخصية مصر كدولة لاعب رئيسى فى المنطقة وفى العالم".

واختتم رئيس تحرير "مبتدا" برنامجه بالقول: "الأمم المتحدة خصصت يوم 12 نوفمبر من كل سنة إن ده اليوم العالمى للتسامح، لكن عندنا التسامح كان ليه تاريخ طويل قبل كده، فى الفلكور المصرى بنقول المسامح كريم، فى السياسة بنقول التسامح قوة، فى الأديان بنقول إن التسامح تدين، بالنسبة ليا التسامح حكمة".

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز