مع هانى لبيب: عبده مشتاق على الفيسبوك.. هاخد صورة مع حد كبير وهبقى خطير

قال الكاتب هانى لبيب، رئيس تحرير مبتدا، إننا فى حاجة للرجوع إلى آدميتنا قبل التحول لآلات يتحكم بها الإنترنت، مشيرا إلى ظهور فئة افتراضية، تسعى لتنصيب نفسها كشخصيات عامة.

وأوضح لبيب، فى حلقة جديدة من برنامجه "من أول السطر"، الذى يقدمه عبر "مبتدا": "لايك.. واو.. هاها.. ساد.. أنجرى- بقت هى دى الإيموشن اللى بنعملها لبعض كل يوم علشان نسلم على بعض أو نطمئن على بعض، وبقت هى دى العلاقات اليومية بتاعتنا، وفقدنا إنسانيتنا، والعلاقات المباشرة اللى كانت بالاتصال وبالسلام أو بالتهنئة فى العيد أو حتى فى التعزية، وكمان بقينا من خلال الإيموشن دى نقدر نشوف صداقات وخلافات ومنافسات وحتى نفسنة، كل ده فى دولة أو عالم الفيسبوك".

وأضاف: "إذا كان اللى فات ده علاقات شخصية، وان تو وان، لكن فيه فئة ظهرت عندنا، كل شغلتها إنها تبقى موجودة يوميا على صفحات الشخصيات العامة، سواء مثقفين، مفكرين، لاعيبة كورة، كل شغلتهم إنهم يتفاعلوا، ودايما يعبروا إنهم موجودين، وأحيانا يكتبوا بوستات توحى وكأن فيه علاقة بينها وبين الشخصية العامة، وبالتالى بقى كأنه مصدر ثقة، وبقى موجود وبيتحول هو كمان لشخصية عامة، وتلاقيه دايما بيصدّر نفسه ويعرف نفسه بتعريفات وهمية زى سفير للنوايا الحسنة، ومستشار تحكيم دولى، وغالبا ده بيكون للجذب الاجتماعى".

وأكد لبيب: "كمان يتجاوزوا ده إنهم أحيانا يصدروا تصريحات صحفية، أو يعلقوا على بعض الحاجات اللى بتمر بالبلد سواء أزمة أو إنجاز أو غيره، علشان يقول أنا موجود، والألطف من ده كله، إنهم بيصدروا بوستات سخيفة ويتخيلوا إنها مقالات رأى".

وواصل حديثه: "الفئة الافتراضية دى كل شغلتها إنها كمان تسرق بوستات من الشخصيات العامة، بشكل معين وتعيد صياغتها وتصدرها على إنها باسمها بدون أى حق للملكية الفكرية، الفئة دى دايما بتلاقيها موجودة فى حاجات كتير، أى لقاء أى احتفال أى تكريم، بدون دعوات خاصة تلاقيهم موجودين، وكل شغلتهم ياخدوا صور ويقعدوا جنب فلان ويتكلموا جنب فلان، علشان يرجعوا بعد كده ينزلوا الحاجات دى على فيسبوك".

وبين لبيب: "مثلا لما يحصل وفاة لشخصية عامة، أو عيد ميلاد شخصية عامة، تلاقيه ابتدى يكتبله بشكل معين، وكأنه كان معاه امبارح، وينزل الصورة، الصورة دى مجاملة، بس يوحى وكأنه فيه علاقات بينهم".

واستطرد الكاتب هانى لبيب قائلا: "الأسوأ من ده إن الفئة دى بتحسسك إنها حاجة كبيرة، ولما يتفتح موضوع قدامها، يحسسك إنه كان قاعد فى اجتماع مجلس الوزراء، وإن هو كان بيتناقش معاهم وعارف كل حاجة، وعلشان يضفى على نفسه صورة الشخصية العامة، أو صورة العارف بالأمور السياسية، فيبتدى يوطى صوته بشكل معين، ويقولك أصل أصحابنا قالولى، طبعا أصحابنا دى هى الكلمة اللى فى العالم الافتراضى اللى بتوحى وكأنه على علاقة برجال الدولة".

واختتم لبيب برنامجه بالقول: "كل اللى إحنا فيه ده اختزل علاقتنا ببعض يا إما بقبول صداقة، أو بالتفاعل، كلها بقت بالوشوش التعبيرية اللى هى بتخدع أو فيها شكل من أشكال المجاملة، كل ده اللى بسميه المشاعر الإلكترونية، وكل ده نصب إلكترونى لأننا فقدنا إنسانيتنا، وبقينا نستسهل إننا فى العيد نبعت تهنئة ومنتصلش بالتليفون، حتى فى التعزية أبعتلك عزاء ومتصلش بالتليفون، أعتقد إن إحنا محتاجين إننا نرجع بنى آدمين، قبل ما نتحول لآلات بيتحكم فينا زرار اسمه (إنتر)".