البث المباشر الراديو 9090
هانى لبيب
تحدث الكاتب هانى لبيب، عن الاحتفال العظيم الخاص بنقل المومياوات الملكية، الذى تضمن نقل 22 ملك وملكة فرعونية، والذى خلق حالة من الإبهار، أذهلت كل الناس.

وأضاف لبيب فى حلقة جديدة من برنامجه "من أول السطر"، الذى يقدمه عبر "مبتدا": "لكن مش لازم نعديها، كان لازم تطلع ناس تتفزلك.. الناس اللى عندها نوع من السوفسطائية وأشهرهم طبعا عبدالله رشدى أو عبدالله مجانص".

وأوضح لبيب: "عبدالله رشدى بطريقته المعتادة، كتب بوست صغير وقال «هى مصر العربية الإسلامية.. هذه هويتنا.. شاء من شاء وأبى من أبى».. ومخدش باله إنه بيختزل مصر فى كده، ومصر أكبر من ذلك بكثير.. مصر أصل الحضارات.. مصر أقدم الحضارات.. المسيحية والإسلام أتوا ومصر كانت موجودة ككيان وإمبراطورية ودولة فيها نظام اجتماعى وقانون".

وأشار لبيب إلى أنه "طول عمره كان اسمه منتخب الفراعنة لكن فى غفلة من الزمن اتسمى منتخب الساجدين، طبعا ده كان اتجاه من نوعية زى نوعية مجانص وغيره، اتسمى بذلك كنوع من تطييف المجتمع المصرى وتديين كل مجالاته، وربط كل حاجة بالدين.. علشان يصنف كل حاجة لازم الأول يعرف أنت مسيحى ولا مسلم وبناء على هذا التصنيف يتم التعامل معاك".

وتابع لبيب "المحاولات دى نجحت فى جزء منها، لكن المصريين اكتشفوا خطأ الفكرة دى؛ لأن مصر طول عمرها أكبر من الأديان، بالمناسبة الاتجاه ده اتصرف عليه فلوس كتير، علشان يغيروا العقلية المصرية ويخلوها أكثر تشدد وتطرف.. لكن اللى نسيوه تماما إن المواطن المصرى العادى البسيط اللى بيحب العدرا ويقدرها ويحتفل بيها هو هو اللى بيقدر رمضان ويحتفل بيه".

وذكر لبيب "فى بوست كاتبه واحد اسمه محمد أبو قمر قال فيه «المصريون لم يشربوا بول البعير ولم ينكحوا الصغيرات، ولم يرضعوا الكبير، ولم يُفتى كاهن منهم بقتل تارك الصلاة، ولم يحتقروا المرأة بل كانت نساؤنا ملكات، هى مصر التى عرفت الله الواحد الأحد قبل الأديان السماوية بآلاف السنوات، وختم: هى مصر التى لم يعرف أهلها حياة الجاهلية ولم يعبدوا فى أى فترة من حياتهم آلهة من العجوة»".

وأضاف لبيب "هو السؤال عن الهوية بتاعتنا، أو أصلنا مرتبط بالدين أم باللغة أم بالعادات؟.. أم مرتبط بالقوة والفخامة والاحتراف اللى كان عندنا؟.. لغاية اللحظة دى العالم كله مبهور بالحضارة بتاعتنا وبيسأل حاجات منها اتعملت إزاى وخاصة المعابد ونحتها والتماثيل والمسلات الضخمة، أو قناع توت عنخ آمون اللى بيحتاج لدرجة كبيرة من الحرارة عشان يكون بالشكل المبهر اللى يخلى كل الناس فرحانة بيه".

وأكمل "هو سؤال الدين مرتبط بالدين أم بالثقافة؟ هو أصلا إحنا ليه مشغولين بإحنا هويتنا إيه.. مصر الوحيدة فى العالم اللى الهوية بتاعتها هوية جامعة، بمعنى إن كل الأجناس عاشت فيها واشتغلت وحبت مصر.. حتى هذه اللحظة لما بنسافر بره، بنتقابل مع ناس كانوا هنا وخاصة اليهود المصريين واليونايين المصريين، عندهم حنين غير طبيعى للرجوع، ويقعدوا يفتكروا وسط البلد والإسكندرية تحديدا، مصر كحضارة عظيمة.. الحضارة دى هى اللى ابتدت التوحيد وعلى أساسها بعد كده جت الأديان ورا بعض.. اليهودية والمسيحية والإسلام، خلو بالكم دى أديان سماوية، ولما بنتكلم عن الحضارة الفرعونية بنتكلم عن حضارة مش ديانة، زى ما مجانص وغيره بيحاول يربط الربط غير السليم ده".

وختم لبيب "نقطة ومن أول السطر.. حابب أشيد جدا بالفنان خالد النبوى والحاجة اللى عملها، خالد النبوى جسد مصر بشكل حقيقى.. المعبد اليهودى والكنيسة والمسجد، بشكل لطيف جدا يبين مدى إنسانية الحضارة المصرية، وشاء من شاء وأبى من أبى: مصر هى أم الحضارة هى أم المساخيط، مصر أقدم الحضارات، مصر حضارة إنسانية عريقة وعظيمة، وخدوا بالكم ولا حد هيقدر يلغيها ولا حد هيقدر يلغى التاريخ المصرى القديم.. مجانص وغيره أنتم لستم وكلاء الله ولا وكلاء السماء على الأرض، عمالين توزعوا من يدخل الجنة ومن يدخل النار، لدرجة إنك تكون مشغول ترد هل الفراعنة هيخشوا الجنة ولا هيخشوا النار، هو أنت أصلا عارف أنت هتخش الجنة ولا هتخش النار؟!".

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز