هانى لبيب
وقال لبيب، فى حلقة جديدة من برنامجه "من أول السطر"، الذى يقدمه عبر "مبتدا": "لغاية فترة قريبة كنت بشوف عم حسن -الله يرحمه- كان بييجى من البلد معاه قسطين لبن يبيعهم، ويرجع وهما مليانين عيش مدعم من الفرن، حاولت أعرف السبب فى ده، وكانت الإجابة إن العيش ده أرخص من أكل البهائم".
وأضاف "طبعا رغيف العيش هو الأساس فى الأكل، والمخابز المصرية تنتج يوميا 270 مليون رغيف مدعم، وتكلفة الرغيف 67 قرشا، ومعنى ذلك أن المواطن يدفع 5 قروش والدولة تتحمل 62 قرشا.. وإجمالى كميات القمح التى نستوردها سنويا 18 مليون طن، نزرع منهم 10 محليا ونستورد الـ 8 طن الباقية من الخارج".
وتابع "معنى ذلك أن مصر من أكبر دول العالم فى استيراد القمح، ودول العالم الكبيرة المصدرة للقمح عنيها على مصر، وعلى حركة استهلاك القمح واستهلاك المواطن شخصيا، ويترتب على كل ذلك أن القمح منظومة اقتصادية متكاملة؛ لأن فيها استيراد وتوزيع وصوامع وعمالة ضخمة؛ وعشان ده كله كان لازم الدولة المصرية تعيد النظر فى المنظومة الخاصة برغيف العيش ليصل لمستحقيه ومياكلوش الحيوانات والطيور".
وأشار لبيب إلى أن "موازنة 2022/2021 فيها إن دعم السلع التموينية بلغ قيمته 87 مليار جنيه، منها 50 مليار جنيه لدعم رغيف الخبز فقط، لأن 72 مليون مواطن يستفيدو منه.. سنوات طويلة رغيف العيش كان سعره 5 قروش من غير ما يتحرك، والحاجة الوحيدة اللى حصلت إنه فى أغسطس سنة 2020 نزلوا وزن الرغيف من 110 جرام إلى 90 جرام، وكل ده أدى لأن تعيد الدولة المصرية النظر فى منظومة الخبز المدعم".
ولفت إلى أن "منظومة العيش هى المنظومة اللى بيعتمد عليها كتير من الشعب المصرى لأن ده غذاؤه الرئيسى فى الثلاث وجبات، فبالتالى كان لازم نشوف النظام اللى يضمن إنه يوصل الدعم لمستحقيه لأنه مينفعش كل الفئات تاخد العيش بنفس الثمن، أو على بطاقة التموين، وده ترتب عليه إعادة النظر فى بطاقة التموين، اللى بقت إلكترونية وتعتمد على المعلومات الرئيسية للدخل لكل فرد".
وأوضح لبيب "تعالوا نشوف متوسط سعر بعض علب السجائر، 30 جنيه، معناها إن السيجارة بـ 1.5 جنيه، وده يجيب 3 أقراص طعمية، أو 3 أرغفة عيش سياحى، أو 3 أرغفة عيش فينو، وبالتالى السيجارة الواحدة أغلى من العيش، ومعناه إن عندنا استعداد ندفع تمن السجائر ولكن معندناش استعداد ندفع تمن العيش اللى بنعيش عليه".
وشدد لبيب "بدون نقاش إحنا مع غير المقتدر، ومع إنه يوصله رغيف العيش بأقل سعر ممكن، لكن لازم الأول نتأكد إنه فعلا غير مقتدر، والمقتدر ميجيش على حق غير المقتدر، وده مش هييجى إلا بالمنظومة الجديدة اللى عاملاها الدولة، خاصة إن كان بيتصرف كتير على فلوس الدعم وكان بيروح لناس كتير من غير مستحقيه، وهو ما يتطلب منا إعادة النظر فى المنظومة، عشان الدولة تقدر تعمل حاجات تانية زى الطرق والمستشفيات والمدارس والجامعات ومجتمعات جديدة، ونقل سكان الأماكن الخطرة لأماكن آمنة".
واختتم لبيب "الدعم موجود فى أشكال كتير ومختلفة، وأعتقد كدا كفاية السنكحة على الدولة، وكفاية إن الناس تاخد حقوق مش حقوقهم زى ما بنقول بالبلدى «تاكل مال النبى».. كفاية والدولة مش هتستمر بهذا الشكل.. وفى الآخر إدى العيش لخبازه للناس اللى بتفهم وبتخطط عشان فعلا غير المقتدر اللى زعلانين عليه يوصله الدعم بشكل حقيقى".
