البث المباشر الراديو 9090
هانى لبيب
تحدث الكاتب هانى لبيب رئيس تحرير موقع مبتدا، عن أزمة سد النهضة، وما يدور حولها على مواقع السوشيال ميديا.

وقال لبيب، فى حلقة جديدة من برنامجه "من أول السطر"، الذى يقدمه عبر "مبتدا": «هو إيه موضوع سد النهضة، وإيه الكلام اللى يقال عليه، وإيه الكلام اللى يكتب عنه عبر فيسبوك، وإيه بعض الاتجاهات والآراء، والحمد لله كأننا كلنا خبراء فى السدود وفى المياه، ومن الواضح أننا لا نتعلم، وما حدث فى 25 يناير من شائعات كثيرة ومعلومات مغلوطة تقال على فيسبوك تتكرر مرة تانية، ورغم ذلك نقع فى نفس المطب ونفس الكمين، وبنصدق السوشيال ميديا".

وأضاف لبيب بسخرية: "الواحد يقرأ حاجات فعلا لا غبار عليها، فمثلا عبد الناصر سلامة قال: إن هذا السد أمل ظل يراود الإثيوبيين من أول الرئيس جمال عبد الناصر، وده كان بوازع إسرائيلى وغربى من جهة للانتقام من مصر، ووازع كنسى من جهة أخرى للضغط على مصر.. هرتلة، وقال قطب العربى: "تدرك إثيوبيا أن تصريحات وزير الدفاع المصرى موجهة بالأساس إلى الداخل المصرى للاستهلاك المحلى"، وعلق لبيب على ذلك قائلا: "وبرده لما فتحنا قواعد عسكرية ووجهنا رسالة للعالم كله، كان برده للاستهلاك المحلى".

وتابع لبيب: "أيمن عزام قال: لا أستوعب حتى الآن هذا الفشل غير المسبوق فى ملف سد النهضة، ولا نظام السيسى".

وأضاف: "الغريب هو فكرة شخصنة الأمور، مرتبطة بشخص وليس أحداث، وننسى تراكمات تاريخية بتحصل من أيام 25 يناير لغاية دلوقتى وما قبلها، ودلوقتى بنحل مشاكل لـ 50 سنة فاتت، لكن لأ لازم نحملها لشخص محدد أونظام محدد علشان تبقى بررت هجومك، وبررت فشلك إنك تكون قدمت حاجة جديدة للبلد أول تقول اقتراح".

وقال: "محمد إلهامى قال إن إثيوبيا فى زمن السيسى حققت ما عجزت عنه طوال تاريخها، من قطع نهر النيل عن الجريان إلى مصر، بعد أكثر من ألف سنة استطاعت إثيوبيا أن تدخل بحق على الحروب الصليبية".

وأوضح: جمال سلطان قال: "ميوعة موقف مصر"، وسامى كمال الدين: "مجلس الأمن لا يحمى الضعفاء، والحل لدى الجيش المصرى".

واستطرد: "وائل قنديل قال: "لا يوجد واحد مصرى مؤيد أو معارض لا يتمنى التوصل لحل يحفظ الكرامة الوطنية فى موضوع المياه، لكن ليس معنى ذلك أن ينشط السماسرة والأفاقون لابتزاز الجميع لمبايعة نظام أهدر الحقوق".

وتابع رئيس تحرير "مبتدا" بنفس السخرية : "هيثم أبو خليل قال: "ليس لدينا رفاهية المفاوضات والثقة والشعارات والتطبيل والتعريض".


وقال هانى لبيب: "الانتقاد حلو قوى، لكن النقد الحقيقى ليس هو التكسير فى كل ما يحدث وأقول كلامًا غير حقيقى، فالنقد الحقيقى أو المعارضة الحقيقية هى أن أعارض فكرة مطروحة بفكرة ثانية إيجابية وقابلة للتنفيذ والتطبيق، وكل ما يقال من كلام يخدم صالح الآلة الإعلامية التى يروج لها الإخوان دائما، فنحن نقع فى شرك كلام يردده الآخرون، ويتم أخذه على أنه معلومات حقيقية وهى لا علاقة لها بالمصداقية ولا بالمعلومات، فهل مهاجمة النظام أو الدولة أو حتى مهاجمة الرئيس، ستكون حل لمشكلة سد النهضة، وأنت تعرف إيه عن سد النهضة، وتعرف إيه عن المفاوضات، وهل مصر فعلا تنازلت أو تراجعت، لا أظن أنك تعرف".

وتابع: "كل ما نراه حاليا ادعاءات كاذبة، فنجد أن كل من يروجون هذا الكلام تحولوا لخبراء عسكريين، وخبراء استراتيجيين، وخبراء فى المياه، وخبراء فى السدود، فهم يتكلمون بدون معلومات حقيقية، بل يروجون الادعاءات الكاذبة الواردة من الجانب الإثيوبى، وهى ليس لها أساس من الصحة، فنجد مثلا من يقول إن مصر تأخذ طول عمرها أكبر حصة من النيل، وجاء الوقت لتأخذ إثيوبيا حقها"، مضيفا: "النيل أصلا بيعدى عندك لكنكم لم تنفذوا مشروعات تنموية به ولم تستفيدوا منه طول السنوات الماضية، بل بالعكس عندما تعرضت إثيوبيا فى وقت من الأوقات لأزمة حادة وجفاف ونقص فى الغذاء والدواء، وقفت مصر بجوارها مع بعض الدول الأخرى"، مؤكدا أن مصر دائما لديها استعداد لإقامة مشروعات تنموية فى إفريقيا.

وأوضح أيضا: "إنه قيل أيضا إن مصر من وقعت على جداول ملء سد النهضة، فعلا مصر وقعت على جداول ملء السد، لكن مصر عندما وقعت على جداول ملء سد النهضة، وقعتها ضمن إطار شامل الإثيوبيون لا ينفذوه، فما تطلبش منى إنك تقولى إنك وقعت وبتنفذ جزء ولا تنفذ باقى الاتفاق".

وأضاف: "فيه تغيرات ضخمة تمت فى جسم السد، إذ قيل إن السد سيكون به 16 فتحة، ولكن تم تخفيض هذا العدد وهذا معناه تقليل حجم المياه أيضا، وكذلك ارتفاع مناسيب المياه من وقت لآخر، وإحداث تغيير هيكلى فى جسم السد من خلال بناء مساحات خرسانية ضخمة، فكل هذه الأشياء غير متفق عليها، فلا يمكن اللوم على مصر أنها وقعت على إطار محدد من البداية، ولكن إثيوبيا لم تلتزم بتنفيذه كما هو، وأحدثت فيه تغييرا".

وتابع: "هناك فتاوى كثرة تقال، وهناك محاولات لجر مصر إلى مواجهة عسكرية، وربما يكون هذا إحدى الحلول المطروحة، لكن هل هذا هو الحل الأوحد؟" مضيفا: "مصر فعلا اتبعت القواعد والأعراف الدولية، ولجأت للقنوات الشرعية حتى لا نكون قد تجاوزنا، وليس معنى أن مصر تتعامل تحت مظلة دولية، تكون دولة ضعيفة أو لا تقدر أن تقوم بخطوة حربية، لكن الخطوات الحربية خطوات محسوبة لها رجالها، فنحن لدينا جزء من المعلومات، لكن هناك جزء كبير من المعلومات لا يعلمها الناس، وهذه طبيعة السياسة والعلاقات بين الدول، والدولة صاحبة القرار فى الخطوات التى تحميها، لأن لديها كل المعلومات عن موضوع سد النهضة"

واختتم رئيس تحرير مبتدا برنامجه بالقول: "نقطة ومن أول السطر.. مشكلتنا ليست مع السد، مشكلتنا مع اتفاقات تمت مع طرف ثان اسمه دولة إثيوبيا وهم غير ملتزمين بهذه الاتفاقات، مصر لديها سيناريوهات كثيرة، مصر ليست دولة ضعيفة، ولا دولة غير مقتدرة، ولا دولة تابعة، مصر أصبحت دولة قوية تملك مقدراتها ولديها رؤية وسيناريو، لوطنها ولشعبها للمستقبل"، مضيفا: "ما تنسوش إن قناطر أسيوط، سحارات سرابيوم، أنفاق قناة السويس، ترعة السلام، لم يتم تنفيذها صدفة أو رفاهية، فكلها مشروعات لمواجهة أزمة المياه أو ندرتها، لن نعمل خبراء أو محللين، لكن لابد أن نكون مساندين، بطلوا رمى كلام يمكن أن يسبب مناخ سيئ  وغير حقيقى، فنحن حتى هذه اللحظة نعرف جزء من المعلومات فقط، مصر دولة قوية، مصر هى دولة تعرف ما تفعله، لا يمكن أن تتنازل عن حق أولادها فى الحياة والبقاء والاستمرار".

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز