البث المباشر الراديو 9090
هانى لبيب
تناول الكاتب هانى لبيب، رئيس تحرير موقع "مبتدا"، قرار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بتحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد، مشيرًا إلى أن هذا القرار يريد به أردوغان، التغطية على فشله، وعلى الأدوار السلبية وغير الإنسانية له فى سوريا وليبيا.

وأوضح لبيب، فى حلقة جديدة من برنامجه "من أول السطر"، الذى يقدمه عبر "مبتدا": "آيا صوفيا كاتدرائية، يعنى كنيسة كبيرة، بنيت سنة 537 ميلاديًا، وكان يتم تصنيفها على أنها أكبر مبنى فى العالم، وتم عمل أول قبة معلقة بالكامل بها، وقيل إنها أحد أهم فنون العمارة البيزنطية وقتها".

وأضاف لبيب "سنة 1453 تم تحويلها، إلى مسجد، بعد سقوط القسطنطينية، على يد العثمانيين، وفى عام 1935 تم تحويلها إلى متحف، بقرار من مصطفى كمال أتاتورك، وفى 10 يوليو 2020 أصدر رجب طيب أردوغان قرارًا باعتبارها مسجدًا، وأيدت المحكمة الإدارية العليا التركية هذا القرار، وقيل إنه فى 24 يوليو ستقام فيها أول صلاة".

واعتبر لبيب أن هذا القرار شكل من أشكال "الفرقعة"، وتوجيه رسالة مفادها "الخلافة الإسلامية بشكل جديد"، موضحًا "رجب طيب أردوغان يحاول تقديم نفسه، ويغازل الشارع، والعالم الإسلامى".

وأشار لبيب إلى أن حركة أردوغان بتحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد، هى محاول لتصدير القصة على أنها صراع دينى، مستنكرًا "هل أردوغان يغطى على فشله وعلى الأدوار السلبية وغير الإنسانية فى سوريا وليبيا؟ أم على مذابح الأرمن، أم يحاول تغطية فشله فى الالتحاق بالاتحاد الأوروبى، واعتقد أنها نوع من الحماقة، ونوع من الاعتداء على الحرية الدينية؛ لأن هذا الموقف يصنف على أنه ضد التعددية وضد الحوار وضد حتى قبول الاختلاف، وهو نوع من الاستفزاز".

وتابع "اليوم السابع عمل موضوع مهم، اسمه، العثمانيون وتاريخ إهانة دور العبادة، كشف أن هناك
كنائس أخرى تم تحويلها إلى مساجد، مثل كنيسة خورا، وكنيسة دير القديس أندرو، وكنيسة القديس يوحنا المعمدان، وكنيسة القديسة صوفيا، وكنيسة القديس نيكولاس التى أصبحت مسجد ليلى مصطفى باشا.. تاريخ من التعدى على التعددية الدينية، ومستمر".

وأكد ليبب "طبعًا اللى عمله رجب طيب أردوغان، معداش على كل دول العالم، وكان هناك إدانات لهذا القرار، حيث قالت الخارجية الفرنسية نأسف لهذا القرار، وقالت أمريكا نشعر بخيبة أمل، وروسيا انتقدت الموقف، وقالت اليونان إن ذلك استفزاز عالمى، وقال الاتحاد الأوروبى إن ذلك القرار أمر مؤسف، وطالب اليونسكو بعدم تغيير القيمة الأثرية لآيا صوفيا، ومجلس الكنائس العالمى قال إن هذا القرار يقوض جهود تقريب الأديان، حتى دار الإفتاء المصرية، قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية إن هذا القرار لعبة سياسية خطيرة".

وألمح لبيب إلى أن أردوغان يلعب بالنار؛ لأن اللعب بالدين على مستوى العالم، هو لعب بالنار موضحًا "أردوغان بعدما فشل فى ملفات كثيرة، قرر أن يقود العالم الإسلامى بأى شكل، حتى لو كان إلى حافة الهاوية".

واختتم لبيب "نقطة ومن أول السطر.. 30 يونيو قضت على حلم الخلافة بالمفهوم التركى، وظهر للعالم كله الدور السلبى الذى قام به أردوغان؛ لتفتيت الكثير من البلاد العربية، وفى مقدمتهم مصر طبعا، وأعتقد أن حركة أردوغان لن ينساها له التاريخ؛ لأنها حركة ضد التراث الإنسانى، ضد التقارب بين الأديان، وضد التعايش.. على فكرة الخلافة انتهت مع عصر الخلفاء الراشدين، ياريتك تعرف تعمل 1% من القيم التى كانت عندهم".

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز