البث المباشر الراديو 9090
هاني لبيب
استحضر الكاتب هانى لبيب رئيس تحرير "مبتدا" موقفا شخصيا له مع الدكتور محمد عمارة يعبّر عن تاريخ الراحل وأفكاره، وتناقضاته الفكرية، وتغير مواقفه من وقت لآخر، وتحوله من الماركسية إلى دعم الأفكار المتشددة.

وقال لبيب، فى حلقة جديدة من برنامجه "من أول السطر"، إنه ذهب إلى الدكتور محمد عمارة سنة 1994، فى بيته، فى محطة منشية الصدر، لزيارته والحديث معه حول المقالات والكتابات التى كان ينشرها فى ذلك الوقت.

وتابع: "زى أى حد، عزم علىّ تشرب إيه، فقلت له شاى، فجاب لى ينسون، طبعا الينسون بدل شاى ليه دلالة كبيرة، وهى دلالة التناقضات والتحولات التى حصلت مع الدكتور محمد عمارة الماركسى، إلى الدكتور محمد عمارة الإسلامى المتشدد المتطرف".

أضاف لبيب: "الدكتور محمد عمارة الذى توفى عن عمر يناهز 89 عاما، بدأ حياته ماركسيا، وكان يكتب بمجلة الطليعة، وكان يكتب الشعر والنقد، ولكن حدثت له تحولات، ووصل به الأمر إلى أن كتاباته أصبح فيها شىء من العنف، ضد كل الجيل الذى كان فى فترة من الفترات من أصدقائه".

وأوضح: "مثلا حينما أراد أن يكتب عن الدكتورة نوال السعداوى، وعلى الرغم من أنها كانت زوجة الدكتور شريف حتاتة، وكانوا أصدقاء، وماركسيين مع بعض، ظهر معهم فى التليفزيون، وبدأ يقول كلاما فظيعا ولاذعا، إلى أن أوقفه الدكتور شريف حتاتة، وقال له: يا محمد أنا مش عاوز افتح الملفات".

وتابع لبيب، أن من أمثلة التطرف الفكرى للدكتور محمد عمارة، موقفه من الدكتور نصر حامد أبو زيد، ففى سنة 2003 طلب من مجمع البحوث الإسلامية، أن يكتب تقريرا عن كتاب الخطاب والتأويل للدكتور نصر حامد أبو زيد، ومن كتب هذا التقرير هو الدكتور محمد عمارة، والغريب فى ذلك، أن يكتب الدكتور عمارة تقريرا عن كتاب، وهذا الكتاب فيه فصل عن الدكتور محمد عمارة نفسه.

وأوضح لبيب، أنه فى كتاب الخطاب والتأويل للدكتور نصر حامد أبو زيد، سجل فيه موقف الدكتور محمد عمارة من الشيخ على عبد الرازق، الذى انقلب عليه، بعد حبه الشديد له، واعتبره يخدم أهداف الغرب، وأنه ضد مفهوم الخلافة بالمعنى العثمانى.

وتابع لبيب، أنه لا أحد يستطيع نسيان الإسهامات الفكرية للدكتور محمد عمارة، فى تأجيج المناخ الطائفى، وزيادة الأزمات والتوترات الطائفية، حيث هاجم الكنيسة فى وقت من الأوقات، وقال إنها موالية للغرب، وإنها ضد البلد، وكان أيضا يهاجم الكتاب المقدس ويشكك فيه، وكانت له كتابات واضحة جدا ضد البابا شنودة، وحمله وحده مسؤولية تأجيج الأزمات الطائفية فى مصر.

وأشار لبيب، إلى أن الدكتور عمارة، كانت له بعض المقولات، التى كان يظهر منها أنها جميلة جدا، لكنها فى الحقيقة غاية فى الخطورة، مثل "على الأقلية أن تخضع للأغلبية إعمالا للديمقراطية"، فى إشارة للأغلبية المسلمة، والأقلية المسيحية، واحتكار فكرة الديمقراطية والمشاركة، وأننا فى بلد واحد، تحت بند الأغلبية والأقلية، وليس تحت فكرة أولويات البلد، والأهداف التى نريد تحقيقها لصالح المواطن المصرى.

ولفت لبيب، إلى أن الدكتور محمد عمارة من أوائل الناس الذين وصفوا ثورة 30 يونيو بأنها انقلاب عسكرى، فى بيان أصدره للناس فى 13 يوليو 2013.

واختتم رئيس تحرير "مبتدا": "اذكروا محاسن موتاكم، جملة لا خلاف عليها ولا جدال، لأنها من ثقافتنا، لكن أيضا لا نستطيع نسيان الأفكار التى سببت أزمات، فالأفكار لا تموت".

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز