مع هانى لبيب: لو متعاطف مع المتحرش بطفلة المعادى اعرف مكانك فى الفيديو ده

قال الكاتب هانى لبيب، رئيس تحرير "مبتدا"، إن المرأة كيان وعقل وفكر مستقل مثلها مثل الرجل، مشيرا إلى أن مرجعية التحرش فى مصر هى النظرة الذكورية للمرأة.

وأضاف لبيب فى حلقة جديدة من برنامجه "من أول السطر"، الذى يقدمه عبر "مبتدا": "راجل استدرج طفلة صغيرة تعتبر من أطفال الشوارع، وسيدة مصرية قوية شافت التحرش اللى هو عمله مع الطفلة دى، قامت أخذت موقف وطلعت وواجهته وعرفته إن هو بيتصور".

وتابع: "الست نزلت الفيديو من منطلق إنها أم، شافت إن ممكن ده يحصل لبنتها أو لأى طفلة ولأنها سيدة قوية ضد التحرش، فالدنيا اتقلبت وقامت وكالعادة دولة الفيسبوك اتقسمت ما بين ناس بتهاجم بشدة وبتجرم فعل التحرش، وبين ناس تانى بتبرر بشكل غير مقبول وغير إنسانى".

وأضاف: "دولة الفيسبوك تعاملت مع الموضوع بأشكال كتير غريبة، أكتر شكل غريب منهم، الشكل اللى حمل البنت مسؤولية فعل التحرش، واتهمها بإن لبسها هو السبب، لدرجة إن واحد من الناس كاتب إن البنت عارفه هى بتعمل إيه، بدليل إن أول ما الشقة اتفتحت البنت جريت، ومخدش باله إن البنت صغيرة ممكن تكون خافت من الفعل ورد الفعل".

وعرض الكاتب هانى لبيب خلال برنامجه بعض التعليقات الغريبة على فيسبوك حول الواقعة: "ناس تانية تكتب حرام ده راجل حاجج بيت الله استروه، يا جماعة حرام يتسجن ده عنده عيال، حرام عليكم فضحتوا الراجل وبعدين دى بنت من بنات الشوارع وده موظف بنك مش ممكن يعمل كده، من غير غلط أنا ضد اللى عمله طبعا بس دى طفلة فين أمها اللى سايباها فى الشارع، أكيد دى ساعة شيطان وده راجل حاجج بيت ربنا".

وأكد لبيب: "كل ده محاولة لتبرير فعل الراجل ده، وكأن البنت هى اللى مسؤولة إنها بقت طفلة شوارع وبالتالى تستاهل اللى يجرالها، والأسوأ فكرة التعامل مع كلمة الستر أو التستر على فعل يجرم قانونا".

وتابع: "على فكرة إحنا بندخل الدين فى موضوع هو بكل الأحوال جريمة قانونية، يعاقب عليها الشخص اللى يعملها، الدين ملوش علاقة، الستر مش إن أنا أستر واحد ارتكب جريمة فى حق شخص أو فى حق المجتمع أو فى حق طفلة صغيرة".

وواصل لبيب حديثه: "من ضمن الحاجات الغريبة فى الاتجاهات بتاعت فيسبوك، إن فيه اتجاه التعامل مع الست المصرية، اللى هى مجرد ما شافت فى الكاميرا إن فيه طفلة صغيرة بيتم التحرش بيها طلعت بجراءة وواجهته، وقالتله انت بتتصور، إن هو مخدش باله إن اللى كشفته واحدة نصرانية وإحنا عملنا منها بطلة، فى محاولة كالعادة إن إحنا نرجع القضايا المجتمعية، والقضايا الحقيقية اللى لازم نواجهها لمجرد إنها قضايا طائفية وهمية".

وأوضح رئيس تحرير مبتدا: "التحرش فى مصر قضية سيئة جدا، بس خدوا بالكم ده مرجعيته النظرة الذكورية للمرأة، ما زال النظرة بتاعتنا للمرأة على إنها ملكية شخصية، وهى صغيرة ملكية لأبوها وأحيانا لأخوها بعد شوية، وبعد كده تبقى ملكية لزوجها، وبعد كده تبقى ملكية لابنها، وفى الآخر هى ملكية للمجتمع، بمعنى إن هو اللى بيحدد إيه اللى صح وإيه اللى غلط، على حسب نظرة كل واحد هو شايفها ازاى".

وبين: "والكل بينسى إن المرأة دى مش مجرد نصف مجتمع، لكن هى أساس من أسس تثبيت الأخلاق وزرع الأخلاق السليمة، النظرة الذكورية للمرأة تعاملت معاها على إنها يا إما ملكية شخصية، يا إما أداة للتفريغ الجنسى، فأمر طبيعى إن إحنا نشوف حالات بتضرب وتتهان من ناحية، أو حالات بيتم التحرش بيها، بغض النظر عن لبسها، أو حتى لو كانت طفلة صغيرة".

وتابع: "المرأة كيان وعقل وفكر مستقل زيها زى الرجل، وبتقدر تستحمل وتتحدى أزمات وتحل مشاكل، لأنها قوية وذكية وعندها قدرة عالية جدا على التحمل أكثر مما يظن المجتمع، وأكثر مما هى نفسها تظن".

واختتم الكاتب هانى لبيب برنامجه بالقول: "طبعا الشىء المحزن جدا إن قضية التحرش بالطفلة دى بيحصل واحنا بنحتفل بيوم المرأة العالمى، على فكرة المجرم مش هو الشخص المتحرش بس، المجرم هو كل شخص تعاطف معاه، وكل شخص حاول يلاقى له تبرير سواء دينى أو أخلاقى أو اجتماعى، المجرم هو الشخص اللى بيسيب الحاجات الغلط بتحصل قدامه بدون ما يواجهها، وعلى فكرة الست مش بـ100 راجل، الست كيان مستقل، الراجل راجل، والست ست، إحنا مش محتاجين غير إن فعلا هى تحافظ على دورها زى ما الراجل يحافظ على دوره".