البث المباشر الراديو 9090
ماريان جرجس
حكومة مصرية جديدة تؤدى اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويقع على عاتقها آمال وأحلام كثيرة، منها استكمال المسيرة ورواية التنمية وسط تحديات أكبر وأعمق.

كلما زاد نضوج الدولة المصرية ورسخت أقدامها في المجتمع الدولي، زادت مسؤوليات الحكومة المصرية، فالحكومات أنواع منها الحكومات المؤقتة أو تسيير الأعمال ومنها حكومات الفترات الانتقالية، ويكون مسؤوليات تلك الحكومات أقل بكثير من حكومات الاستقرار والتنمية التي يتم تشكيلها في فترات نضوج الدولة واستقرارها مثل الحكومة الجديدة.

ملفات كثيرة على طاولة الحكومة الجديدة تحمل آمال الشعب، وأحلام الأجيال، وتطلعات خارجية، وتنمية مستدامة، ورغم طوفان الانفجار السكاني الذي لا يتوقف تظل الدولة مسؤولة أمام المواطن المصري عن تقديم جميع الخدمات بمستوى لا يقل أبدًا عن المعتاد، ويتصدر تلك الملفات، ملف الأمن الغذائي خاصة بعد تهديد ذلك الملف عدة مرات إبان جائحة كوفيد والصراع الروسي الأوكراني.

لدي يقين أن الحكومة الجديدة ستضع ملف الأمن الغذائي في صدارة الأولوليات وتأمين السلع الإستراتيجية ووضع رؤية وآلية لتوفير البذور والسلع المهمة لفترة زمنية أبعد، خاصة في عالم يموج بالصراعات وملئ بالتوترات، يأتي في المقام التانى ملف الحماية الاجتماعية والذي لا يقل أهمية عن باقي الملفات محاولة الحفاظ على ما تم انجازه، مع توسعة مظلة الحماية الاجتماعية.

ويأتي في المقام الثالث ملف السياسات المالية وهو ملف غاية في الأهمية، فمصر استطاعت أن يكون لديها سياسات نقدية مرنة تتحدث بها مع كل المؤسسات المالية، ومن هنا تأتى أهمية استكمال نضوج تلك السياسات حفاظا على وضع الاقتصاد المصري وعلى مكانته التي حقها وكسب بها الثقة مؤخرًا.

ويأتي في المقام الرابع ملف السياسة الخارجية ويساوي قدرة مصر على استكمال دورها المحوري في حل القضية الفلسطينية والتدخل بشكل راق في كل قضايا الإقليم والمنطقة من أجل حلها وتهدئتها، فبفضل سياسة مصر الناجحة على الصعيد الخارجي استطاعت أن تكسب ثقة أوروبا في أن تكون صمام أمن المنطقة.

أمّا في الشأن الداخلي فينتظر المواطن من الحكومة الجديدة استكمال مسيرة التنمية واستكمال تقديم الخدمات اليومية بشكل جيد وبسعر معقول، وينتظر أهلنا في الريف استكمال "حياة كريمة" والقضاء على الفقر متعدد الأبعاد، وتوفير تعليم لائق والارتقاء بمستوى التعليم الأساسي والعالي، كما يتعين على وزارة التعليم العالي أن تلتفت أكثر لطلاب الدراسات العليا وإزاحة كل المعوقات التي تواجههم في البحث العلمي وأي معاناة كانت تقلل من قيمة ومستوى البحث العلمي المصري، فضلا عن تطوير القطاع الصحي والذي يعتبر ملف ثقيل على كتف الحكومة الجديدة.

كلنا ثقة في الدولة المصرية، أنها تستطيع أن تنتقل من مرحلة النضوج إلى مرحلة التفوق على الذات، كما عاهدتنا دوما.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز