البث المباشر الراديو 9090
ماريان جرجس
قبل تأجج الصراع العربي الإسرائيلي بسنوات طويلة، كانت الدولة المصرية تؤكد ضرورة أمن واستقرار البلدان الإفريقية، ومنذ رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019 لم تدخر القاهرة جهدا في إرساء السلام وركائز الأمن في القارة السمراء بل نادت كثيرا بتطهير إفريقيا من الفصائل المسلحة وبؤر الإرهاب.

ومنذ تطور السياسة الخارجية تجاه إفريقيا، قدمت مصر الكثير من الآليات والمبادرات لدعم السلام والاستقرار، وأوضحت التحديات التي تواجه مصر في تحقيق الأمن والاستقرار داخل القارة، كما قدمت رؤية مستقبلية للدور المصري في مواجهة تحديات تحقيق السلم والأمن في القارة، وضرورة استخدام أساليب القوة الناعمة في حل المشاکل التي تهدد السلم والأمن عن طريق إنشاء قنوات فضائية تابعة للاتحاد الإفريقي واستخدام شبکات التواصل الاجتماعي في توعية الشباب وإنشاء مرکز تابع للاتحاد يتم فيه تدريب وتوعية الشباب بالمخاطر التي تهدد السلم والأمن في إفريقيا وإشراکهم في وضع خطط لمواجهتها، وضرورة التأکد من اتخاذ الدول الإفريقية التدابير اللازمة کافة؛ لتحقيق السلم والأمن ومکافحة الإرهاب.

تلك الرؤية لم تكن لتضيف لمصر دور ريادي في تحقيق السلام أو تؤهلها للحصول على جائزة نوبل للسلام فحسب، ولكنها رؤية ذات أبعاد كثيرة جدا، فيبدو أن مصر أدركت أهمية الأمن والاستقرار في البلدان الإفريقية، وتكوين موقف إفريقي موحد كي نكون قوة أمام أي خصم.

وبالفعل تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، وتحاول إسرائيل تهجير بعض من الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول في إفريقيا مثل الكونغو بل أجرت محادثات سرية مع الكونغو وعدة دول أخرى، لقبول آلاف المهاجرين من قطاع غزة.

وحسب صحيفة "زمان يسرائيل"، فإن مسؤولين إسرائيليين أجروا بالفعل محادثات مع الكونغو، وزعموا إنها "ستكون مستعدة لاستقبال المهاجرين من غزة"، وهي بالطبع جزء من المخطط الصهيوني الآثم الذي لا يقتصر على التهجير القسرى لأهالى غزة بل تهجير القضية ووأدها ووأد حق أصحاب الأرض في الدفاع عن الأرض.

وكأنه عندما أغُلق باب سيناء في وجههم، حماية للقضية الفلسطينية وحماية للأراضي المصرية، بدأ الكيان الصهيوني يبحث عن مكان آخر في القارة الإفريقية.

الرئيس السيسي استقبل رئيس جزر القمر والذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الإفريقي، مؤكدًا على متانة العلاقات بين البلدين وعلى ضرورة الجهود للحفاظ على الأمن والأمان داخل القارة الإفريقية.

مصر كانت تقرأ المستقبل وتعلم أن الموقف الإفريقي الموحد، والأمن والاستقرار، هما السبيل الوحيد لحماية ثروات القارة وحماية الحدود وقضايا المنطقة، فنهب الثروات ليس فقط هو كابوس الأمم بل نهم الثورات هو الكابوس الحقيقي.

وتظل مصر هي البوابة الحامية وصمام الأمان للمنطقة كلها.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز