ماريان جرجس
حل الركام بدل سعف النخيل الذي كان يزين المكان في مثل هذا الوقت من العام، حيث يحتفل بعض الطوائف هناك حسب التوقيت الغربي والبعض الآخر، يحتفل في نفس التوقيت الذي يحتفل فيه أقباط مصر بعيد القيامة حسب التوقيت الشرقي، في كنيسة القيامة وهي قبلة حجاج المسيحيين، الذين يتكبدون الكثير من الأموال والجهد للوصول لها والحج إليها.
كانت تسمح قوات الاحتلال للحجاج الذهاب إلى كنيسة القيامة من أجل السياحة وكسب الأموال، ولكن هذا العام تزداد العراقيل من قبل شرطة الاحتلال الذين يعرقلون بها الطريق المؤدي إلى كنيسة القيامة قبل سبت النور، فتغيب أجواء الفرح عن عيد القيامة خاصة للطائفة الأرثوذكسية، هذا هو نفس المشهد ونفس تلك الحواجز التي وضعوها في المسجد الأقصى في شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك، وكأن إسرائيل لا تيقن أن القدس هي ليست حكرًا على أحد ولكن مقدساتها هي ملك لكل الأديان السماوية.
وإبان ذلك وعلى الصعيد السياسي، تطل علينا جريدة "لو فيجارو" الفرنسية بخبر وتصريح مهم، عن أن مصر أصبحت لها اليد العليا في المفاوضات بين الجانب الإسرائيلي وحركة حماس، ورغم كثرة الكلام عن اجتياح رفح بريًا، منذ أيام قليلة، ولكن عاد مرة أخرى الحديث عن وقف إطلاق النار، والهدنة الكاملة في القطاع، وعودة النازحين إلى شمال القطاع مرة أخرى، تأكيدًا على أن الجهد الدبلوماسي المصري عن منع كارثة اجتياح رفح يؤتى ثماره.
لكل أمة مقدرات إلهية لابد من احترامها، فمصر قُدر لها العلى القدير أن تكون صمام أمان المنطقة وأن تكون الحماية والأمان منذ فجر التاريخ ومنذ أن استقبلت العائلة المقدسة الفارة من بطش هيرودوس، وأن تكون الملجأ الآمن دائمًا حتى يومنا هذا، هي الملجأ الآمن لكل الأشقاء العرب والأفارقة الفارين من أماكن الصراع.
هكذا الأمر في فلسطين الشقيقة، قٌدر لها أن تكون أرض المقدسات وحاضنة الأديرة وكنيسة الميلاد والقيامة وحائط البراق والمسجد الأقصى، وأن تكون قبلة لكل الأديان السماوية، وليس من حق أحد أن يغتصب تلك الأرض أو يحتكرها أو يلوثها بالدماء، وبأبشع جرائم الإبادة الجماعية ويدنس أرضها، ويدعس على أرواح الأهالي والمقدسات.
