البث المباشر الراديو 9090
ماريان جرجس
هل تساعد هجمات الحوثي الأشقاء في غزة؟ هل تنصفهم دوليا؟ هل توفر لهم الغذاء والدواء؟ هل تؤثر تلك الهجمات على الاقتصاد الاسرائيلى وتكبده خسائر؟ بالطبع لا، ولكنها تلك الشعبية الزائفة التي ترنو إليها جماعات الحوثي ورفع شعارها مع عسكرة البحر الأحمر ومزيد من أزمات غذاء وجوع للشعب اليمنى.

تأثرت التجارة العالمية في آخر 3 سنوات أكثر من مرة وتعرضت سلاسل الإمداد والتوريد لأكثر من كارثة منذ بداية جائحة كورونا ثم الصراع الروسي الأوكراني الذي عصف باقتصاديات العالم وهدد الأمن الغذائي العالمي لتأتى أزمة البحر الأحمر فتؤثر سلبا على توريد الطاقة وسلاسل الإمداد.

فمضيق باب المندب تحول منذ افتتاح قناة السويس عام 1869 وربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر البحرية بين أوروبا وحوض البحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرق إفريقيا ويحتل مضيق باب المندب المرتبة الثالثة عالمياً بعد مضيقي ملقا وهرمز، حيث يمر عبره يوميا (3.3) مليون برميل نفط، وتمثل (4%) من الطلب العالمي على النفط.

كما ترتبط حركة التجارة العالمية ارتباطًا قويًا باستقرار مضيق باب المندب والبحر الأحمر، حيث تمر عبره (21) ألف سفينة سنويا (10%) من الشحنات والبضائع البحرية العالمية، كما أن مضيق باب المندب هو جزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية التي أعلنت عنها بكين منذ سنوات وبالتبعية قناة السويس، تسببت تلك الهجمات على السفن المارة مزيد من مأساة الشعب اليمنى الغذائية، فالسفن لا تجازف بالوقوف قبالة السواحل اليمنية، كما أنها تزيد من أزمة الغذاء العالمية حيث تتخذ السفن مسارا مختلفا وهو الدوران حول القارة الإفريقية لتستهلك وقتا زمنيا أطول يصل إلى خمسة عشر يوما ووقودا أكثر من قناة السويس بحوالي 10 إلى 90 % مما يزيد من سعر السلع وتأخر وقت الوصول.

إن باب المندب يقع في المياه الإقليمية لثلاث دول وهي: اليمن، جيبوتى، واريتريا، ولكن له أهمية جيوسياسية كبيرة جدًا، وعلى كل الدول الكبري الدفاع عن الأمن الغذائي وأمن الطاقة العالمي.

إن القضية الفلسطينية تحتاج إلى مساعدة حقيقية من قبل كل الدول العربية وتكاتف عربي وعربي ومن الإهانة لتلك القضية هو استخدامها كستار لتحقيق شعبية لفصيل بعينه، ولذا لابد من تعاون عربي غربي، عسكري - سياسي بين العرب وبين دول أوروبا للسيطرة على ما يحدث في البحر الأحمر محاولة لتقليل الخسائر، فإذا تأثرت الدولة العربية اقتصاديًا لن تستطيع مساندة أهلنا في غزة، فبتأثر قناة السويس، يتأثر الاقتصاد المصري وبالتالي تتأثر المساعدات المرسلة لغزة، وأن القضية الفلسطينية تحتاج إلى مساعدة ومساندة حقيقية وليست مساعدة زائفة لتحقيق أهداف أجندات فصائل بعينها.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز