البث المباشر الراديو 9090
ماريان جرجس
مجرد ثقب في السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة، ذو مسار متعرج، تختفي ملامحه عندما يحل الظلام، هو واحد من ضمن المسارات التي وافقت عليها إسرائيل لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى الإبرار الجوى والممر البحري المؤقت برعاية قبرص، بعد إنذار الأمم المتحدة أن القطاع وخاصة شمال غزة يتعرض قاطنيه إلى أقصى درجات الجوع.

لن يظل الحل هو الجهود العربية الدولية لإدخال المساعدات إلى القطاع الذي يتعرض إلى الإبادة الجماعية، ولكن كان لابد من حل قاطع.

وجاء قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار خطوة على الطريق الصحيح، على الرغم من أن ذلك القرار لم يقترن بكلمة "دائم" التي كانت المقترح الروسي ولكن لم تتم الموافقة عليه، ويشكك البعض أنه قرار غير ملزم لامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت وفى ذات الوقت عدم استخدامها حق الفيتو، ولكن يمكننا القول أن ذلك هو ثمار المجهودات المصرية الدبلوماسية التي استطاعت توحيد الصوت العربي وحشد الجهود الدولية الدبلوماسية.

فالدبلوماسية المصرية هادئة وذكية، فمنذ السابع من أكتوبر ويحرص الرئيس السيسى على التأكيد للعالم كله في كل مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء غربي أو رئيس أو ممثل من الأمم المتحدة على ضرورة الحل الجذري للقضية وأن الرؤية المصرية ترى حل القضية الفلسطينية مقسمًا إلى ثلاثة أقسام ألا وهي: دخول الإغاثات الإنسانية واستمرار دور منظمة الأونروا، وحل الدولتين على حدود يونيو 1967، وإعادة إعمار غزة والتي تجاوزت الـ 90 مليار دولار حسب المراكز البحثية المصرية.

إن الإصرار المصري - وهي واحدة من دول الجوار للقطاع - على عدم التهجير القسرى وعدم تهجير أهالي قطاع غزة حتى لا تندثر القضية، هو واحد من ضمن الأسباب التي تتسبب في حشد دبلوماسي دولي أثمر عنه قرار مجلس الأمن الدولي الذي يمهد فيما بعد إلى وقف إطلاق نار شامل وكامل.

يقولون إن النجاح يحدث عندما تؤمن أنه سيحدث حتمًا، وهو الطريق الصعب للوصول، لأنك تسير في طريق مليء بالعثرات وتسير داهسا عليها لأنك مؤمن بالنجاح، وهو بالفعل ما حدث من الجانب المصري للقضية الفلسطينية.

كان من السهل جدًا استيعاب 2 مليون نسمة في سيناء ولكن كان ذلك سيقضى على وجود القضية الفلسطينية ولذا أصرت الدولة المصرية على تكثيف جهودها الدبلوماسية حتى تصل إلى خطوة ملموسة، فقرار مجلس الأمن هو نتاج ذلك الحشد الدولي والعربي والمجهودات الدبلوماسية التي قادتها مصر خاصة في ذلك العام المليء بالانتخابات الأمريكية والتركية والروسية، وبالطبع يؤثر موقف كل دولة الدبلوماسي تجاه القضية على انتخاباتها الداخلية.

إن وقف إطلاق النار من قبل المجلس الأمن هو خطوة صحيحة وأرضية صالحة لمصير أفضل للقضية.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز