البث المباشر الراديو 9090
عبد المنعم عاشور
في الفترة التي تلت أحداث 25 يناير 2011، لاحظ الجميع فوضى إعلامية كبيرة أثرت على تماسك الأسرة المصرية. كان أي شخص يخرج يتحدث بما شاء كيفما شاء دون مراعاة الذوق العام، أو أخلاقيات المجتمع. وأنا هنا لا أتحدث عن حرية الإعلام، فهناك فرق بين الحرية والفوضى، كما أن هناك فارقا بين نقد بنَّاء، وآخر هدَّام.

ما شهدته مصر في فترة حكم الجماعة الإرهابية كان فوضى؛ وقتها امتلأت الشاشات بشيوخ يصرخون في الناس يبثون سمومهم الخبيثة في عقول المصريين، هؤلاء الذين كانوا غير مؤهلين للظهور إعلاميا، احتلوا الشاشات والمساجد في محاولة منهم لتغيير هوية هذا الشعب.

كانوا يطرحون آراء غريبة وشاذة، ويدعون إلى العنف والإرهاب. حاولوا التضييق على صناعة الفن والإبداع لكنهم فشلوا؛ بسبب ثورة المصريين عليهم، وإعلانهم أن هذا شيء شاذ نَبَت في أرض مصر، وكان دخيلًا عليهم.

ثار المصريون، وفي القلب منهم المبدعون والمثقفون والفنانون وكل صاحب كلمة حرة، وبدأ الوضع يتبدل وبدأت العودة تدريجيا إلى الوجه المصري الأصيل في الفنون والإبداع، فعادت الحركة الثقافية رويدا رويدا، وعادت الحياة تدب من جديد في الإعلام المصري الذي كان ولا زال مساندا للدولة في أحلك الظروف وأشد الأزمات.

مع مرور الوقت، وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد السلطة وتحمله المسؤولية بتفويض من الشعب، كانت المعركة هي معركة وعي في المقام الأول، فما بين مواطنين بسطاء لا تصل إليهم المعلومة كاملة، وإعلام خارجي يتبع جماعات إرهابية وأجندات دولية يبث سمومه في عقول المصريين، ولجان إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي تحاول النيل من الوطن وإنجازته وتشكك المصريين في كل ما هو إيجابي، ولدت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وتصدت للمهمة الثقيلة وهي "تشكيل الوعي"، ومحاربة أهل الشر كما يطلق عليهم الرئيس في كثير من خطاباته.

بدأت "المتحدة" في تشكيل وعي مستنير من خلال القنوات والبرامج والأعمال الدرامية، مبتغية بذلك رفعة الوطن وحماية أهله من سُم الجماعات الإرهابية.

والحقيقة أن الجميع بدأوا يلحظون ذلك مع مرور الوقت، فاختفت أعمال العنف من الدراما الرمضانية حتى لو كانت ستجلب كثيرًا من الأرباح، كما اختفى ما يطلق عليه "مسايرة التريند" وركوب الموجة، الأهم كان هو أداء رسالة إعلامية سامية تحقق الهدف المنشود من الجمهورية الجديدة التي قامت على أسس الوعي والتثقيف دون تجاوز أو تجريح.

"المتحدة" نجحت في معركة الوعي، وأظن أن إعلامنا القوي الآن هو أحد أهم إنجازات ثورة الثلاثين من يونيو، والدليل على ذلك تهافت أذناب الجماعة الإرهابية على مهاجمة القنوات المختلفة للشركة، وإطلاق لجانهم الإلكترونية للتربص، والاصطياد في الماء العكر؛ فكلما زاد نجاحك كثر المهاجمون لك.

لكن إعلام هذا الوطن يقف لهؤلاء بالمرصاد، فوعي المصريين وُلد مرة أخرى مع الجمهورية الجديدة التي أرسى قواعدها رئيس يؤمن بمصارحة، ومكاشفة الشعب.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز