البث المباشر الراديو 9090
الدكتور عصام خليل
تخلد مصر، الذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، ثورة استثنائية حفرت اسمها بأحرف من نور العزة في سجلات التاريخ الحديث، ليس فقط على مستوى مصر، بل على مستوى العالم أجمع؛ لم تهب رياح الثورة من أجل مطالب فردية أو فئوية، بينما كانت ملحمة عظيمة تجسد عظمة هوية ووحدة وطنية المصريين بامتياز.

ففي ذلك اليوم التاريخي، خرج ملايين المصريين من جميع أنحاء البلاد تجاوزت النطاق الجغرافي، ولم تقتصر على العاصمة القاهرة، بل شملت محافظات مصر تجسدت فيها روح الوحدة الوطنية المصرية في أبهى صورها، تجاوز الشعب بأكملة كل الفوارق والاختلافات، ليقفوا صفا واحدا للدفاع عن هويتهم الوطنية والاتحاد على رفض حكم جماعة الإرهاب الأسود المعروفين باسم "الإخوان المسلمين" التي سعت لتمزيق الوطن وضياع هويته وهدم حضارته الراسخه.

وإذ تجاوز عدد المشاركين في الثورة الثلاثين مليونا، وإذ كان للأرقام دلالات فإنها رسالة للعالم، بتجسيد وحدة الشعب لتصبح ثورة يونيو علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث؛ كما حظيت هذه بمظلة حماية إلهية من كل فخاخ الجماعة وكل القوى الخفية والظاهرة الداعمة لمخطط التدمير، وجناحين قويين حملها على أكتافهما حتى حققت النصر.

وكان الجناح الأول هو الشعب المصري العظيم، الذي خرج بكل عزيمة وإصرار للدفاع عن وطنه ووجوده؛ والثاني هو قواتنا المسلحة الباسلة، التي وقفت إلى جانب الشعب، بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تحلى برؤية ثاقبة وشجاعة فائقة، وقاد مصر بنجاح خلال تلك الأزمة العصيبة غير عابء بالمخاطر، ولم يضع نصب عينه سوى سلامة الوطن واستقراره دون اعتبارات أخرى.

وعزف المصريون نشيد النصر على ركام مخطط خبيث سعت جماعة الإرهاب والجهات الداعمة لها، حالمين لتمزيق أم الدنيا وتقسيمها، ومن ثم هدم المنطقة بأثرها وضياع هويتها؛ كما سعت إلى إقامة دولة متطرفة وفاشية ومستنقع للميليشيات، عملوا بكل جهد وورائهم أصحاب الأجندة الخبيثة للسيطرة على جميع مفاصل الدولة، وتفرض أفكارها المتطرفة على الشعب؛ ولكن وعي الشعب المصري وحكمته وعظمة جيشنا الوطني المساند للحق، أفشل هذا المخطط الخبيث، وأنقذ مصر من خطر محدق.

ونحن شهود على الإرهاصات الأولى لثورة مصر العظيمة بكافة مستوياتها من الاحتجاجات والتظاهرات والتمرد والحشد والهتاف في ميادين المحروسة كلها؛ سدد الشعب ونحن معه فواتير من الاعتداءات وتعرضنا للإرهاب والبلطجة ووصلت حد وضع أسماء رموز مصرية خالصة على قوائم المطلوبة رقابهم من قبل الجماعة وقعطا من أسيادها.

ولكن خرج المصريون بأرواحهم على أكفهم، مستعدين للتضحية بكل ما يملكون من أجل حماية وطنهم في حرب الوجود، ولم يعبأ حزب المصريين الأحرار بنيران الجماعة أيضا التي طالت مقراتها، وسلاح الإرهاب الذي أشهروه في وجوه شبابنا أو قيادات الحزب، فكانت كل معركة حافزا لمواصلة طريق الخلاص من براثن الحقبة السوداء في تاريخ بلادنا.

توهم الإخوان وأسيادهم بأن وجودهم على سدة الحكم، سيظل قرونا ولكن شعب الأصالة حقق المعجزة الحقيقية على أرض مصر، وخرج من الظلام إلى النور، وانتصر على قوى الشر والإرهاب؛وستظل هذه الثورة خالدة في ذاكرة التاريخ، رمزا لوحدة الشعب المصري وتلاحمه، ورمزا لانتصار الخير على الشر، والحرية على الظلم؛ كما أنها تركت إرثا عظيمأ لبلادنا ومثالا حيا للتضحية والشجاعة والعزيمة بأن شعب مصر قادر على تحقيق المستحيل إذا توحدت إرادته.

إن ثورة 30 يونيو درس لكل الأجيال القادمة، بأن الشعب المصري قادر على النضال من أجل حريته وكرامته، وهزيمة أي عدو يهدد وطنه؛ إن مسؤولية الأجيال الجديدة لا تقتصر على الحفاظ على إرث ثورة 30 يونيو، بل تمتد أيضا إلى حماية المكتسبات التي تحققت بعدها شهدت مصر خلال السنوات الماضية نهضة شاملة في جميع المجالات، بفضل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ومن واجب الأجيال القادمة أن تحافظ على هذه الإنجازات، وتواصل مسيرة البناء والتقدم، وأن تبذل قصارى جهدها للحفاظ على استقرار وازدهار مصر التي تستحق منا كل التضحيات والجهود وكل قطرة عرق حتى تظل رايتها خفاقة وفي مقدمة الأمم والبلدان.

ولن نألوا جهدا في سبيل رفعة مصر وتقدمها، وسنسعى جاهدين لتحقيق آمالنا وتطلعات الشعب المصري العظيم حتى نصل إلى مصر التي بنحلم بها دوما وابدا.

عاشت مصر حرة أبية!

عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز