البث المباشر الراديو 9090
عبد المنعم عاشور
على مر التاريخ كان الإعلام المصري له الريادة في العالم العربي كله، بل وكان الإعلاميون المصريون لهم الفضل في تأسيس تجارب عربية ناجحة يشار إليها بالبنان على مر سنوات مضت، وكنت أتساءل دوما لماذا لا نستفيد بهذه الخبرات؟، ولماذا لا يكون لدينا وسيلة إعلامية إقليمية تكون لنا عونا وسندا وتكون لنا درعا وسيفا؟!

منذ عام تقريبا، اتخذت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية القرار المنتظر، وانطلقت قناة «القاهرة الإخبارية» تحلق في سماء الإعلام العربي بل والدولي أيضا، وأصبحت تشق طريقها وسط أمواج متلاطمة وتحديات كبيرة حتى أصبحت نجما يتلألأ في عالم القنوات الفضائية، وكل ذلك في عام واحد فقط، مما يجعلنا نقول أن «الريادة» تحتاج فقط إلى «إرادة».

في كرة القدم دائما «القادمون من الخلف» هم من يصنعون الفارق، ومصر في الإعلام قادمة من قلب التاريخ الشاهد على ريادتها وتميزها، وكوادرها التي تمثل قيمة مضافة لها، وبالتالي كان لزاما على الجميع أن ينزوي ويرى التجربة الجديدة الفريدة، ويرى ماذا يصنع المصريون عندما يتخذون قرارا بالتحدي.

في الريف المصري تنتشر مقولة «تكسير المجاديف» ومعناها التثبيط والإحباط لأي شخص يحاول النجاح، وفي مضرب الحكم المنسوبة لغاندي يقولون: «يضحكون عليك، ثم يغارون منك، ثم يحاربونك، ثم تفوز»، هذا ما حدث مع «القاهرة الإخبارية» عند انطلاقها، القناة التي تصدى لها أبطال حفروا مبكرا اسمها بأحرف من نور، لم يشغلهم يوما السخرية منهم، ولم يلتفتوا إلى الذين يحاربونهم، جدوا واجتهدوا، وكان هدفهم عودة الريادة من جديدة، وبالفعل نجحوا في ذلك، ولم يركنوا إلى المثبطين الذين حاولوا «تكسير المجاديف»، ليثبتوا دوما أن المصري قادر على صنع الفارق في كل المجالات، وفي أحلك الظروف وأشد الأزمات.

نجاح «القاهرة الإخبارية» ليس نجاحا نظريا نكتب عنه فقط، ولكنه نجاح واقعي ولد من قلب الأحداث العالمية التي زامنت انطلاق القناة، ويكفيك كمصري فخرا أن ترى قنوات عالمية لها باع طويل طويل وخبرة طويلة وكانت بالنسبة لنا كمصريين مصدرا للأخبار تنقل معلوماتها وفقا لـ«القاهرة الإخبارية، يكفيك فخرا أنك في أزمة غزة تجد الإعلام المصري ينقل بحرفية ومهنية وسرعة أبهرت حتى المنتقدين له، بل كانت تغطيتها كفيلة بإحداث الفارق فيما يخص القضية الفلسطينية وإعادة تصدرها للمشهد من جديد.

هذا فيما يخص المشاهد العادي، أما فيما يخص المتخصصين، فأعتقد أنه لا تخلو أي مؤسسة صحفية الآن من شاشة تلفاز تعمل على «القاهرة الإخبارية» وتعتمدها كمصدر للأخبار الموثوقة، بل والانتظار حتى يتم التأكد من الأخبار عبر شاشتها.

كل ذلك في عام وليس أعواما مما يجعلنا نقول بصوت عالٍ وقلب مطمئن الآن أصبح لدينا «درع الريادة» النابع من تميزنا على مر التاريخ، ومعنا «سيف الحقيقة» الذي لا يحيد عنه غير «أعمى البصر والبصيرة».

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز