البث المباشر الراديو 9090
سعيد عبد الحافظ
عندما نُدرك خطأ الخلط بين السياسة وحقوق الإنسان، ونضع العلاقة بينهما فى حدودها الحقيقية؛ سندرك حينها أن تحقيق قفزات فى تحسين أوضاع حقوق الإنسان فى بلادنا ليس بالأمر المستحيل.

سندرك أيضا أن أكبر عائق أمام الإصلاح فى هذا الشأن هو سلوك بعض اليساريين المتطرفين و"الأناركيين" الجدد الذين يكفرون بفكرة الدولة والسلطة "لأنها حسب قناعتهم هى أكذوبة اخترعها النظام الرأسمالى"، وبهذا المفهوم كيف لحركة حقوق الإنسان وهى فى جوهرها حركة إصلاحية تنطلق من الإيمان بفكرة الدولة كأساس للإصلاح أن تستوعب هذا الكم من الفوضى الأيدلوجية لدراويش الأناركية؟

ما حدث فى مؤتمر المناخ بشرم الشيخ كشف الغطاء عن بركة كبيرة من الضفادع تسبح فى الطين وباءت كل محاولة العقلاء بنقل أفكارهم إلى منطقة أكثر عذوبة، ولكنهم ألفوا السباحة فى المياه الضحلة، حتى وإن كانت بعض التماسيح من المنظمات والحكومات الغربية تحمى بركة الضفادع هذه، إلا أن الوضع لن يستمر طويلا.

سيأتى اليوم الذى تجوع فيه تلك التماسيح وتلتهمهم كغيرهم ممن سبقوهم، ولن يبقى فى ذاكرة الأمة سوى شططهم ونقيق سبابهم لكل المختلفين معهم فى الرأى، فالحق ثابت لايمكن إنكاره مهما حاولوا.

ما حدث من قبل بعض الأناركيين المدعومين من الغرب فضيحة لن تمر، وتأكيد ليس فقط على فوضوية أفكارهم بل هشاشة إنسيانتهم وضميرهم الذى سمح لهم وبكل أنانية بالحديث عن حالة واحدة ومحاولة تحويلها قسريا لأيقونة!

هؤلاء الفوضويون الذين استباحوا سب المختلفين معهم فى الرأى والتشفى فى موت من اختلف معهم وتجييش العالم ليس من أجل فكرة أو قضية، بل من أجل شخص أزعجهم كثيرا أن يجدوا من يختلف معهم، ضفادع جديدة فى حماية تماسيح جائعة لن نشمت أبدا عندما يصبحوا وجبة طازجه على مائدة التماسيح.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز