البث المباشر الراديو 9090
الأب أيّوب يوسف
في القرن السابع عشر قال الفيلسوف الإنجليزي "توماس هوبس": "الإنسان هو ذئب لأخيه الإنسان "، لا أعرف لماذا تذكرت هذه العبارة وأنا أستعد لكتابة هذه السطور القليلة عددًا ولكنها تتحدث عن ثورة أقل ما يجب أن توصف به بأّنها "عظيمة".

بالعودة إلى الوراء مع ذاكرة يستحيل أن تنسى ما حُفِرَ فيها من أحداث كانت صعبة للغاية عاشها أهل مصر المحروسة خلال عامي 2012 - 2013.

البداية في الحقيقة لم تكن يوم 30 يونيو 2013، ولا يوم 3 يوليو 2013، بل كانت حينما استطاعت في غفلة من الزمان جماعة إرهابيّة – أن تصل إلى سُدة الحكم - ولكنها برؤية وتخطيط وتمويل خارجي لعدد من الدول التي لا لم تكُنْ يوما ما تُريد الخير لمصرنا الحبيبّة منذ الأزل وستظلّ إلى قيام الساعة!

البداية كانت يوم أن وصلت الجماعة الإرهابيّة إلى سُدة الحكم بالإرهاب والقتل والترويع ومحاولات مستمرة /مستميتة لتفكيك الوحدة/ اللُحمة الوطنيّة المتماسكة – بإذن الله – إلى أن يرث الأرض وما عليها.

وما أن وصلت إلى مآربها راحت تجول وتصول تعبث بمقدرات الوطن في كل ركن من أركانه، فسيطرت على مفاصل الدولة في المناصب وعينت تابعيها في المحليات!

ثم راح تابعيها يشقون طريقهم إلى ليبيا بحثًا عن "السلاح" وتهريب التليفونات المحمولة، وإغراق بلدنا الحبيب من مخدر "الترامادول" وغيره.

وكانت المسيرة مستمرة في القيام بإجراءات غريبة عجيبة ولا تصدر إلاّ عن أشخاص بلا فكر أو بصيرة، وتصريحات من عينة رئيس وزرائهم في ذلك الوقت "هشام قنديل" الذي صرح بأن على الأمهات أن ينظفن "أثدائهن" قبل رضاعة الأطفال حتى لا تنتشر الأمراض.

ثم حانت الساعة، وتم الإعلان عن مهلة 48 ساعة حتى تتوافق جميع القوى السياسيّة، وكان هذا الإعلان بمثابة "القشة" التي قصمت ظهر الجماعة الإرهابيّة التي تكونت منذ عام 1928!

وبدأت الجماعة الإرهابية في التهديد والوعيد بأنّه سيحصل "ما لم تراه عين ولم تسمع به إذن". 

ولكن، رغم التهديد والوعيد التي حاولت الجماعة الإرهابيّة تصديره في ذلك الوقت إلا أن الجميع تحمل المسؤولية بكل شجاعة، سواء من القيادات الدينية متمثلة في شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثاني، والعوام من أفراد الشعب المصري الأصيل الذي أيقن بأننا نسير في نفق مظلم ولا بُدّ من نهاية له.

فكانت ثورتنا العظيمة المجيدة التي سطرها التاريخ بكل فرح وقوة وشجاعة، وكان يوم 30 يونيو 2013 ملحمة تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ وعمق فخرج ما يزيد عن 30 مليون مصري وطني شريف يحمون بلدهم ويحافظون على وحدته وسلامه أراضيه.

نعم، سالت الدماء، وتهدمت الكنائس وأحرقت المباني، وقد كان كاتب هذه السطور أول مَنْ نال نصيب لا الأسد وحده بل الغابة كلها حينما هجمت الجماعات الإرهابيّة على مبنى الخدمات التابع لكنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك بقرية دلجا، مركز دير مواس، محافظة المنيا، فنهبته، ثمّ خربته وأخيرًا أشعلت النيران في المكان ولم تكن تعلم أن كاتب السطور بداخله وإلا كان سيكون مصيره.

نعم، انتشر الرعب والفزع في قلوب المصريين البسطاء الطيبين.

نعم، تم تخريب المصالح الحكوميّة وحرق مستندات تخصّ مصالح المواطنين الشرفاء.

ولكن، بقيت مصر قويّة.. صامدة.. راسخة بفضل جيش وطني عظيم نقف له على الدوام احترامًا وإجلالاً لكل ما قدّم من تضحيات ولكل ما يقوم به الآن من تنمية في ربوع مصر كافة.

بقيت مصر قويّة بالإنسان المواطن المصري الأصيل الرئيس "عبد الفتاح السيسي".

بقيت مصر قويّة برجالاتها العظماء، وبمواطنيها الشرفاء الذين رفضوا أن يُحكموا من خلال مجموعة من الأشخاص ينتمون إلى الوطن اسمًا لكن لا يعرفون عنه شيئًا.

بقيت مصر قويّة بمثقفيها الذين دافعوا بكل قوة ونالهم نصيبا كبيرا من الأذى حيث تمت إقالتهم والاعتداء عليهم والتنكيل بهم.

اليوم، بعد مرور عقد من الزمان نقف مرفوعي الرأس ونشعر بالفخر بأننا نعيش في بلد عظيم اسمه مصر يحتوينا بكل ما فينا ونحن كذلك نحتويه بكل ما فينا.

شكرًا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

شكرًا جيش مصر وشرطتها.

شكرًا لكل مواطن مصري شريف شارك ودافع عن هذه الثورة المصريّة الخالصة شكلاً ومضمونًا.

الأب أيّوب يوسف

راعي الكنيسة الكاثوليكيّة "بردنوها – مطاي – المنيا"

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز