مارجريت عازر
أثر 30 يونيو في المجتمع المصري كان عميقا وشاملا، من الناحية السياسية، أدى إلى الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين وتولي المجلس العسكري السلطة مؤقتا، ما مهد الطريق لإجراء انتخابات رئاسية جديدة في 2014، فاز فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي.
هذا التحول السياسي أعاد الاستقرار إلى البلاد بعد فترة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية.
من الناحية الاجتماعية، أعادت ثورة 30 يونيو الثقة للشعب المصري في قدرته على التغيير والتأثير في مسار الأحداث.
وأظهرت هذه الثورة أن الشعب المصري قادر على الوقوف في وجه أي قوة تحاول فرض إرادتها عليه دون احترام لإرادته ومصالحه، كما أعادت الثورة التأكيد على الهوية المصرية والحفاظ على قيم المجتمع المصري التقليدية.
ومن الناحية الاقتصادية، كانت هناك تحديات كبيرة بعد 30 يونيو، حيث كانت البلاد تعاني تدهورا اقتصاديا كبيرا نتيجة للاضطرابات السياسية والأمنية.
ومع ذلك، بدأت الحكومة الجديدة تنفيذ إصلاحات اقتصادية تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية.
هذه الإصلاحات بدأت تؤتي ثمارها تدريجيا، حيث شهدت البلاد تحسنا في معدلات النمو الاقتصادي وانخفاضا في معدلات البطالة.
ومن الناحية الثقافية، أعادت ثورة 30 يونيو التأكيد على أهمية الحفاظ على الهوية المصرية والتراث الثقافي.
وشهدت البلاد بعد الثورة، اهتماما متزايدا بالفنون والثقافة، حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية التي تهدف إلى تعزيز الهوية المصرية ونشر الوعي الثقافي بين المواطنين.
وفي الختام، يمكن القول أن ثورة 30 يونيو كانت نقطة تحول مهمة في تاريخ مصر الحديث، أعادت هذه الثورة الثقة للشعب المصري في قدرته على التغيير وأكدت على أهمية الحفاظ على الهوية المصرية ومؤسسات الدولة.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها البلاد بعد الثورة، إلا أن مصر استطاعت بفضل إرادة شعبها وإصراره على التغيير أن تتجاوز هذه التحديات وتبدأ في بناء مستقبل أفضل.
