البث المباشر الراديو 9090
أحمد حماد
مثَّلت ثورة الـ 30 من يونيو المجيدة، الشرارة الأولى نحو بناء الجمهورية الجديدة، التي جعلت المواطن أولًا، وقبل كل شيء، واهتمت به في جميع الجوانب الصحية، والتعليمية، والاجتماعية، والسياسية، والترفيهية، وغيرها.

كان المصري، ولا يزال، هو البطل الأصلي في القصة، فهو من نادى بإزاحة حكم الجماعة الإرهابية، ونجح. وهو من شمَّر عن ساعديه، وبدأ في بناء جمهوريته الجديدة، ونجح. وهو الذي سيحصد في النهاية ما زرع، وسيبهر العالم بما فعل، وهذا ليس بجديد على أحفاد الفراعنة.

إن الحديث عن "الجمهورية الجديدة" ليس مجرد شعارات براقة تُرفع؛ لكن نظرة إنصاف واحدة على المشروعات التي شهدتها الدولة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تؤكد ذلك.

لا أظن أن أحدًا لا يرى مشروعات الطرق، والكباري في ربوع مصر، والتي تساهم بكل تأكيد في تعزيز التجارة الداخلية، واختصار مسافة الطرق بشكل فاق الخيال، وأيضًا، المساهمة في حل التكدس المروري الذي لطالما خنق القاهرة، وعواصم المحافظات لسنوات دون أن يحرك مسؤول ساكنًا!

وأيضا لا يمكن ـ إلا لجاحد ـ أن يقول، إن الدولة لم تشهد مشروعات في قطاع الإسكان الاجتماعي؛ فخلال السنوات الماضية، شهدت مصر بناء 24 مدينة جديدة. ويمكن القول، إن مشروعات الإسكان الاجتماعي في مصر هي واحدة من أهم المشروعات التي سيقف الجميع أمامها فيما بعد.

وفي ظل ارتفاع أسعار العقارات، نرى القيادة السياسية حريصة على أن تسلم لكل من يطلب وحدة إسكان "شقة" خاصة به، وبأسعار مدعمة لا تقبل المقارنة بما في السوق، ولك أن تتطلع بنفسك في أثناء سفرك من بلد لآخر إلى المدن الجديدة، وإن شئت فيمكنك الذهاب بنفسك إلى تلك الوحدات، وترى كيف تشق الدولة الصخر لتوفر للمواطن حياة كريمة.

في قطاع الزراعة أيضًا، شاهد الجميع اهتمام الدولة باستصلاح الأراضي في كل المناطق؛ لا سيما سيناء، وتوشكى، والدلتا الجديدة بهدف تأمين الأمن الغذائي للمواطن المصري من حبوب وغير ذلك، فيما تم دعمها بمصانع، وفرت فرص عمل لآلاف الشباب، وفتحت آلاف البيوت.

وفي قطاع السياحة، نجد الافتتاحات المتتالية للمتاحف على مستوى الجمهورية، فيما ينتظر العالم بشوق إلى افتتاح المتحف المصري الكبير، ناهيك عن مدينة العلمين الجديدة التي جذبت أكثر من مليون ونصف المليون زائر العام الماضي 2023، بالإضافة إلى التوسع في العرف الفندقية لاستقبال ضيوف مصر. ولا تزال الدولة ماضية في هذا الملف وبقوة وقريبا ينزل زوار مصر ضيوفًا أعزاء في مدينة رأس الحكمة التي بكل تأكيد ستغير من واقع السياحة في المنطقة، وربما العالم.

بكل صدق، إذا ما نظرنا في كل قطاع على حدة ـ وبإنصاف كما ذكرت ـ ستجد أن الدولة خلال الـ 10 سنوات الماضية حققت نُقلة غير مسبوقة، في التعليم الذي دخل عهدًا جديدا لمواكبة تطورات العمل العالمية وما تحتاجه السوق.

وفي الصناعة التي تحظى بدعم كبير من خلال المبادرات الرئاسية المتعددة، ومنها "ابدأ" والتوجيه المستمر بتسهيل الاستثمارات. وفي الصحة عبر تجديد المستشفيات بالأجهزة اللازمة، ودعم الكوادر الطبية والتوسع في مشروع التأمين الصحي الشامل؛ وهو مشروع لو تعلمون عظيم. وفي الحماية الاجتماعية بداية من حياة كريمة وتكافل وكرامة وغيرها.

ولعل أهم ما يميز الدولة في الوقت الحالي أن القرارات ودراسات المشروعات ليست للاستعراض أمام المواطن، أو لتوضع حبيسة الأدراج؛ ففي الفترات الماضية كنا نشاهد "وضع حجر الأساس لبعض المشروعات وتولد أجيال وتنتهي زهرة شبابها دون أن توضع "طوبة واحدة" في تلك الأماكن، لكن اليوم والمرحلة الحالية الوضع مختلف تمامًا، فالبناء والتعمير هو سيد الموقف.

نقطة أخيرة.. علينا أن نضع في الاعتبار التحديات التي تشهدها المنطقة سواء فيروس كورونا الذي لم تتوقف في أيامه الدولة المصرية عن البناء والتعمير، وضربت أروع الأمثلة في ذلك، ومرورا بالحرب الروسية الأوكرانية، وتأثيرها على الواردات من الحبوب، ثم الحرب في غزة.

وهنا لا بد أن تسأل نفسك: ماذا لو لم توجد هذه المشروعات الزراعية والصناعية والتنموية؟! .. فشكرا لكل مصري آمن بوطنه، ولم يلتفت إلى الشائعات التي يطلقها الأعداء، ومضى بكل عزم، وقوة لبناء الجمهورية الجديدة.

 

 

 

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز