البث المباشر الراديو 9090
أحمد حماد
"في المساء مع قصواء".. هو اسم البرنامج الذي تقدمه الإعلامية قصواء الخلالي عبر شاشة cbc والذي نجح منذ اللحظة الأولى في أن يحجز مكانًا على الشاشة ذلك لأنه يهم قطاعًا كبيرا من المصريين خصوصا من المثقفين وأهل اللغة والشعر والأدب، وهنا تكمن القوة.. قوة الكلمة.. وقوة التأثير.. وقوة العرض.

ما يصدر في برنامج "قصواء" ليس كما يصدر في غيره، وما يأتي على لسان ضيوفها لا يأتي في مكان آخر أو لكي نكون أكثر إنصافًا "مميز عن غيره"، وربما هذا ما أزعج المركز الأمريكي الصهويني الذي هاجم الإعلامية "المصرية" مؤخرًا.

اقتطع المركز أجزاءً من حديث قصواء عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ورأى أن قصواء الخلالي بكلامها تشجع على الكراهية! والأعجب من ذلك ـ وما قد يؤدي إلى الجنون ـ أنه لم ير الأشلاء التي تغطي شوارع فلسطين نتيجة القصف الإسرائيلي، ولم يشاهد قصف المخيمات، واعتقال النساء قبل الشيوخ والشباب، وموت آلاف المدنيين من الجوع جراء الحصار الإسرائيلي، وإنهاء كل مقومات الحياة في غزة، ويعتبر ذلك شيئا عاديا!

في البيان الذي أصدرته "الخلالي" وفضحت فيه المركز الأمريكي الصهيوني استوقفني سؤالها عما توقعه MEMRI منها أن تقول: إن إسرائيل حلوة مثل الشوكولاته؟!

نحن يا "..." بشر، نشعر ببعضنا البعض، ونؤمن فعلا بحقوق الإنسان، لا نتخذها شعارات لتحقيق ضغوط ومكاسب سياسية، ولنا عيون تشاهد ما يحدث من انتهاكات ليل نهار وحرق للأخضر واليابس لا يمكن أن نغض الطرف عنها، ولنا حق لن نتنازل عنه نحن أو من يأتي من بعدنا، أما أنتم فلا أعتقد أبدًا أنكم تتصفون بصفات "البشر" بل تعيشون وهمًا وتنظنون أن المواطن العربي يصدق كذبكم وتزييفكم للحقائق، لكن الصورة أصبحت واضحة اليوم أكثر من أي يوم مضى، فالانفصام في الشخصية، والمعايير المزدوجة، والتشجيع على القتل، وكل صفاتكم الحقيقة ظهرت ورسخت في الذهن ولن تُنسى.

إن تهديد قصواء الخلالي، أو قتل 150 صحفيا فلسطينيا، لن يغير من موقفنا وهذا ليس بغريب وراجعوا التاريخ، نحن مستمرون في فضح الانتهاكات الإسرائيلية والجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني وتوثيقها للأجيال الحالية ومن هم بعدنا ليعرفوا حقيقة المجتمع الدولي الذي لم يضطلع بمسؤولياته ولم يستطيع أن يحرك ساكنًا في وجه مجرم قتل وشرد الملاييين.

إن الدعم المصري للقضية الفلسطينية واضح وثابت منذ اللحظة الأولى، وهي قضية ننظر إليها على أنها صلب قضايا المنطقة، ومن هذا المنطلق تكون التغطية الإعلامية، وهنا وجب تقديم الشكر لـ "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" على موقفها ودعمها لفلسطين وأهلها ـ بينما شاهدنا وسائل أخرى دون تسمية اتخذت موقفا صادما ـ سواء في البرامج والتي منها بكل تأكيد "المساء مع قصواء" وعبر شاشة القاهرة الإخبارية ليل نهار، وقناة Extra News، وExtra Live بالإضافة إلى الأعمال الدرامية ومن أشهرها "مليحة" الذي حقق نجاحًا مبهرا في رمضان الماضي وتزامنا مع الأزمة الأكبر في تاريخ القضية، والأغنيات الوطنية الفلسطينية التي تعرض عبر شاشاتها، والفواصل التي ترسخ في أذهان الأطفال والأجيال القادمة الإيمان بتلك القضية، وعبر الصحف، وبكل السبل.

شكرا لـ المتحدة على رسالتها الواضحة والحاسمة، في بيانها اليوم، وهذا جزء منه: "نحن في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ندين بشدة هذه الممارسات ونؤكد على دعمنا الكامل لكل الإعلاميين المصريين . وسنقوم باتخاذ جميع الإجراءات القانونية والمهنية اللازمة لحمايتها والدفاع عن حق كل الإعلاميين والصحفيين في وسائل إعلام الشركة في حرية التعبير"، والتأكيد أن حرية الصحافة هي حجر الزاوية في الدفاع عن الحقائق وتحقيق العدالة، وعلى دعمها لـ "قصواء الخلالي" ومواقفها الجريئة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز