أيمن يوسف
من هنا تأتي قيمة العمل، فبه تبنى المجتمعات وتتطور وبه يحيا الأفراد، العمل إحدى أهم أسس بناء المجتمعات، بجانب أنه وسيلة الحفاظ على استقرار الأفراد والأسرة، لهذا في عيد العمال نهنئ عمالنا وكل يد شقيانة تسعى وتكد لأجل توفير قوت يومها، عمال مصر فخر الأمة، لولاهم لما لما كان وطننا بهذا الجمال، فأيديهم لها بصمات في كل مكان، حفظكم الله ورعاكم.
الدولة المصرية تحرص مع بداية شهر مايو من كل عام أن تحتفي بهم وبعيدهم تقديرا لجهودهم في خدمة الوطن وبنائه، فالعمال هم العمود الأساسي لبناء الأوطان، لهذا كرم الإسلام العامل المجتهد، فعندما أمسك نبينا صلى الله عليه وسلم بيد أحد الصحابة فوجدها خشنة من أثر العمل قال: "هذه يد يحبها الله ورسوله"، وقال أيضا خيركم من يأكل من عمل يده، لهذا نجد أن كل الأديان لم تطالب بالعمل فقط ولكن بإتقانه والمهارة فيه.
لم يقف الأمر عند الرجال أو الشباب في العمل وبناء الدولة، بل كان للنساء نصيب في هذا البناء، فالأديان لا تعرف التفرقة بين جنس وآخر، فالتاريخ خير شاهد على أن التعاون والتكامل بين الجنسين خير ما تقوم وتزدهر عليه المجتمعات الراقية والأمم الحاضرة، ليكون البناء سعى إليه الجميع وملكا إليهم فيحافظ عليه ويرعاه الجميع الرجال والنساء، الكبار والصغار.
لهذا شاهدنا الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم يوجه تحية إجلال وتقدر خلال كلمته بمناسبة عيد العمال لكل يد مصرية تزرع الأمل وتصنع حياة كريمة، وتبني للحاضر والمستقبل، من أجل مصر الحديثة والمتقدمة التي تمضي اليوم نحو بناء قاعدتها الصناعية، والتي ما كان لها أن تتحقق لولا الجهد الخارق الذي بذله عمال مصر لإعادة تشييد البنية التحتية المتطورة في جميع أنحاء الجمهورية، بما يؤسس لانطلاقة اقتصادية في جميع المجالات ولاسيما الصناعة، قائلا خلال كلمته: "لقد تشرفت بوجودي اليوم بين عاملات وعمال مصر الأوفياء في هذا الصرح الصناعي الذي يعد خير دليل على أن سواعدكم هي أمل هذا الوطن في بناء مستقبل يليق بتاريخه العظيم".
فتحية تقدير لكل يد شقيانة، لا تكل ولا تمل من العمل، تبني لا تهدم، تمتلك إرداة حديدية لبناء مستقبل أفضل لوطننا، ولأمتنا العظيمة.
