البث المباشر الراديو 9090
أيمن يوسف
العرس الانتخابي، هكذا يمكننا أن نصف مشهد انتخابات الرئاسة المصرية منذ يومها الأول، فهو يعبر عن إرادة شعب، لا يمكننا القول غير ذلك، وأي شخص يصف المشهد بغير ذلك، فهو إما حاقد أو كاره لتراب هذا الوطن.

المواطن المصري بمختلف فئاته، شباب، شيوخ، نساء، الجميع خرج على بكرة أبيهم، ليعبروا عن حبهم لهذا الوطن، أما دون ذلك فهم من المغرر بهم، أو الباحثين عن مصالح شخصية، أو ممن ضربهم هوى الإخوان الفاسد، لا تقل لي غير ذلك، والدليل ما شاهدناه بأعيننا أمام اللجان الانتخابية، شاهدنا شيوخا ونساءً، لن أبالغ لو قلت لكم إنهم يزحفون من أجل المشاركة في العملية الانتخابية، فهذا يتكئ على "عصا" خشبية ولم يمنعه مرضه أو عمره أو إصابته، وآخر أو أخرى تجلس فوق كرسيا متحركا من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن خلفها شقيقتها تمسك بها، وشاب البسمة رسمت وجهه لمشاركته بصوته في الانتخابات.

باختصار هذا هو المشهد الانتخابي، ولهذا أطلقت عليه "عرس انتخابي"، فإرادة الشعب المصري وزحفه نحو الصناديق قبل ساعة كاملة من بدء عمل مراكز الاقتراع يعكس أمرا هاما وهو مدى وعي هذا الشعب وشعوره بالتحديات التي تواجه مصر في هذا التوقيت الدقيق.


كل طوائف الشعب المصري على مختلف فئاته العمرية، قررت مواجهة الأخطار المحدقة بوطننا، عبر اصطفاف شعبي وبالمشاركة في ممارسة حقهم الانتخابي من أجل توجيه رسالة مهمة وبالغة القوة، مفادها أن لهذا الوطن شعب واع ومدرك وحريص على مقدراته ومكتسباته، وقادر وعازم على مواجهة أي تهديد لأمنه ولأراضيه، الرسالة بالضرورة لم تكن موجهة للداخل المصري أو المنطقة المحيطة، لكنها تستهدف العالم أجمع، ليعطي هذا الشعب الأبي، درسا جديدا في الوطنية وحب الوطن والفدائية، وهذا ليس بجديد.

وهذا هو الشعب المصري الصامد، الحازم، القوي، الذي ربما يبتعد فترة عن المشهد مهمشا نفسه عن عمد، مهموما بالحياة، لكن في النهاية جيناته المتوارثة عبر الأجيال تتحرك دون أن يشعر وقت الخطر، وهاهو اليوم يقدم درس وعظة جديدة للعالم، صحيحا ليس بجديد عليه، ولنا في التاريخ ألف عبرة وعبرة، ولكن شاهدنا وقفة الصمود والرفض الذي وقفها إلى جوار أشقائنا في فلسطين ولا يزال يقف كتفا إلى كتف بجوارهم، وشاهدنا في 2013 ومواجهته لإرهاب الإخوان، وقوة تحمله، حقيقة تحية واجبة من أعماق قلبي للمصريين.

وتحية واجبة لسيدات مصر العظيمات، وتحية واجبة لهذا الشيخ وذلك الأب، الذي خرج ليعلم ابنه درسا في الوطنية وحب تراب هذا الوطن، فكلنا راحلون وتبقى مصر، مصر التي ذُكرت في القرآن، مصر التي تصدت للهكسو، مصر التي وقفت في وجه الاحتلال الإنجليزي والحملة الفرنسة والعدوان الثلاثي، مصر نصر أكتوبر.

وهاهم المصريون يستكملون المسيرة، ويقدمون دروسا وعبرا للعالم كل يوم أمام مخططات الشر المحيطة بالوطن، سواء من الأمريكان أو بني صهيون أو أهل الشر من بني جماعة الإخوان.


تحيا مصر.. بشعبها وجيشها وشرطتها

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز