البث المباشر الراديو 9090
د. نسرين عبدالعزيز
عشقنا الأب وكان فتى أحلام الكثير من الفتيات قديما، ومدرسة فى الأناقة والأخلاق، فأنجب شابا أحبه الجمهور كبارا وصغارا، رجالا ونساء، أُطلق عليه ابن الأصول، لأنه تربى على مائدة والده، تعلم منه الإنسانية وكيفية احترام الغير، وتعلم منه حب العمل سواء كان مرتبطا بالفن أو لا، وتعلم منه أخلاقيات التعامل مع الآخرين، وأن يكون له هدف يسعى لتحقيقه ورسالة نحو جمهوره.

قدم أعمالا متميزة منذ ظهوره على الشاشة الفضية، وكانت باكورة أعماله فيلم "امبراطورية ميم" أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والفنان الكبير أحمد مظهر، ولفت النظر آنذاك وأدركنا معه أنه سيصبح فنانا كبيرا وناجحا فى المستقبل، وأن هناك بصمة للأب الفنان وأسطورة النادى الأهلى صالح سليم فى شخصيته، وتوالت أدوارة ورأيناه فى "عودة الابن الضال" أمام عمالقة الفن المصرى شكرى سرحان ومحمود المليجى، وقدم أدورا لا تنسى على مدار مسيرته الفنية منها "سليم البدرى" فى رائعة أسامة أنور عكاشة "ليالى الحلمية"، و"أرابيسك" و"الراية البيضاء"، و"أماكن فى القلب"، و"ظل المحارب" و"هجمة مرتدة" الذى يعد آخر أدواره الفنية.

كما قدم أروع المسرحيات الاستعراضية وهى مسرحية "شارع محمد على" التى أثبت فيها لياقته البدنية وخفة دمه، التى كانت ضمن سلسلة أعماله مع الجميلة شريهان، وتبعها فيلم "كريستال" مع الفنان الكبير حسين فهمى، وفيلم "ميت فل" الذى شاركهم فيه البطولة الفنان القدير حسن حسنى.

إنه هشام سليم، كما يقال عنه ابن الأصول، وجان السينما والدراما المصرية، وبرنس الشاشة، فنان هادئ الطبع، متواضع بشوش، يعتبره الكثيرون أنه قطعة منهم، متصالح مع ذاته.

بهجة جيل الثمانينيات والتسعينيات رحلت، لكنه فى قلوب جمهوره، وسيظل خالدا بأعماله المتميزة التى احترم فيها جمهوره، وكان على وعى بأهمية الفن ورسالته.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز