سادات قريش.. تعرف على أهم المعلومات عن أول مسجد بني بمصر في الشرقية

اكتسبت محافظة الشرقية، وفق ظروفها التاريخية وموقعها الهام، مكانة فريدة انفردت بها دون غيرها من محافظات الوجه البحري على امتداد التاريخ القديم والحديث، لما تضمه من ثروات أثرية ومعالم تاريخية وسياحية، جعل منها البوابة الشرقية لمصر

وتضم الشرقية العديد من المدن التاريخية من بينها مدينة بلبيس، وهى واحدة من أقدم المدن في مصر، وكانت معبرا للوافدين في العصور الأولى، وبنى فيها أول مسجد في مصر والقارة الإفريقية، وهو مسجد سادات قريش، والذى أطلق عليه هذا الاسم تخليدا لذكرى السادات من جيش المسلمين الذين شهدوا فتح مصر.

معلومات عن مسجد سادات قريش

مسجد سادات قريش، هو مسجد تاريخي يقع بمدينة بلبيس بمصر، تأسس عام 18 هجريا، ويعد أحد أبرز المعالم الإسلامية، ويعتبر أقدم الجوامع بمصر، حيث يذهب بعض المؤرخين إلى الاعتقاد بأن هذا المسجد هو أول مسجد بني في مصر، وتأسس قبل مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط، ويرجح أن يكون أول أو ثاني أقدم مسجد في إفريقيا.

وجاءت تسميته بـ«سادات قريش»، تكريمًا لشهداء المسلمين عند فتحهم مصر، في معركتهم ضد الرومان في بلبيس، حيث استشهد من جيش المسلمين نحو 120 جنديًّا ممن ينتسبون إلى قبيلة قريش التي ولد فيها الرسول صل الله عليه وسلم ودفنوا فيه.

تاريخ إنشاء مسجد سادات قريش

ويرجع تاريخ إنشاء مسجد سادات قريش إلى دخول العرب الفاتحين مصر خلال الفتح العربي الإسلامي، وبعد دخول الصحابي عمرو بن العاص مدينة العريش، ووصوله إلي مدينة بلبيس، وقد رابط هناك شهرا، ودارت معركة طاحنة بينه وجيش الروم، سميت بـ«معركة بلبيس»، سنة 18 هجريا، والتي انتهت بسقوط 1000 وأسر 3 آلاف جندي من جيش الروم، كما استشهد ما يقارب 250 مسلما منهم 40 صحابيا و210 من التابعين من سادات قريش - قريش إحدى القبائل العربية التي كانت تقطن مكة وكانت قبيلة النبي صل الله عليه وسلم).

بعد انتهاء معركة بلبيس، أقدم الصحابي عمرو بن العاص على بناء المسجد على إثر قصر الحاكم الروماني ليؤدي الجنود صلاتهم فيه ومعهم من أسلم من أهل بلبيس، وأطلق عليه مسجد السادات نسبة إلى أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم الذين جاءوا مع الفتح الإسلامي لمصر وتكريما وتخليدا لذكري الشهداء.

شكل وتأسيس مسجد سادات قريش

تأسس المسجد في البداية بطريقة بسيطة وبدائية، حيث تم اقتطاع مساحة مستطيلة من الأرض وشيدت جدرانه من الطوب اللبن، وأقيم من جهة القبلة صف من جذوع النخل بدلا من الأعمدة وسقف فوقها بالسعف والطمي، والمسجد عبارة عن مستطيل الشكل يحتوي على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلي أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وداخل المسجد 18 عمود رخام فسفوري، و16 في الوسط واثنين في القبلة، وتزيد مساحته عن 2000 م، وتم ترميم المسجد في العهد العثماني على يد الأمير مصطفى الكاشف عام 1002 هجريا.

وتعتبر مأذنة المسجد من الأثار النادرة، ومازالت باقية وكذلك أعمدة وسقف وحوائط المسجد من الداخل والخارج بحاجة للترميم والاهتمام باعتبارهما من المعالم الأثرية وأحد المزارات السياحية.

وقال الدكتور محمد فرماوي، مفتش آثار بلبيس القطبية والإسلامية، إن جامع سادات قريش يعتبر من أهم المساجد ذات القيمة التاريخية، وكل أهل بلبيس يعلمون هذا، ولذلك يقومون جميع صلواتهم وجنائزهم داخل مسجد سادات قريش.

وأضاف فرماوي، أن مسجد سادات قريش يندرج تحت المباني ذات التراث المعماري، ولا يندرج تحث المباني الأثرية، حيث أقيم مسجد سادات قريش على أنقاض الحاكم الروماني، حيث دارت معركة بالسنة 18 هجريا بين جيوش المسلمين بقيادة عمر بن العاص، والرومان، واستشهد على إثرها عدد من الصحابة القرشين، ويقال إن عدد الشهداء من الصحابة 120 صحابيا ويزيدون، وأن المسجد كان اسمه في بادئ الأمر مسجد الشهداء.

وتابع أن المسجد مستطيل الشكل، يحتوي على 3 بائكات من الأعمدة الرخامية، ومقسمة إلى 4 أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وتبلغ مساحته حوالي 3 آلاف متر مربع، وجدد المسجد في العهد العثماني على يد أمير مصر أحمد الكاشف الذي أنشأ المئذنة.

ولفت إلى أن بناء المسجد جاء في سنة 18 من الهجرة في العام الأول من الفتح الإسلامي، واشترك في تحديد القبلة 25 صحابيا، وتعتبر قبلته القبلة الرئيسية في مصر، وأقدم قبلة بعد المساجد الـ3 المسجد الحرام والأقصى وقباء.

معلومات عن مدينة بلبيس 

من جانبه، قال الدكتور مصطفى شوقي، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بمحافظة الشرقية، إن الجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص سار من رفح ثم العريش والقنطرة والصالحية والقصاصين ثم اجتاز تلال وادي الطميلات فأصبح على مشارف مدينة بلبيس، ودارت المعارك بالمدينة بين الجيشين المسلم والروماني وانتهت بهزيمة ساحقة للرومان.

وأضاف أنه ورد عن "المقريزي" عن مدينة بلبيس بأنها سميت في التوراة أرض جازان ومن المرجح أن يكون مسجد سادات قريش من أحد المساجد الأولى التي أنشئت في مصر، ولكنه لم يسجل في تعداد الآثار الإسلامية، حيث سار الجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص من فرح العريس ثم الغرام حتى وصل بلبيس ودارت بها معارك بين الجيش العربي وجيش الرومان وعلموا هزيمة نكراء وأقيم المسجد في نفس المكان تخليدا الصحابة رسول الله.

مساحة مسجد سادات قريش

وتابع أن مساحة المسجد تبلغ 3 آلاف متر مربع، وهو على شكل مستطيل من الداخل، مقسم 4 أروقة موازية لجدار القبلة، ومقسم بـ3 صفوف من البوائك كل بائكة مكونة من 6 عقود محمولة على أعمدة ذات تيجان مختلفة الشمل منها قبطي وكورثي وإسلامية، المسجد 3 واجهات رئيسية الشمالية الشرقية بها كتلة المدخل، وتم تجديد بناء المسجد في نهاية العهد العثماني على يد الأمير أحمد الكاشف، أمير مصر السابق، والذى أنشأ مئذنة المسجد، فيما يضم المسجد بعض المعالم الفرعونية الموجودة بغرب المسجد على هيئة نوافذ زجاجية وسقف خشبي، ورغم تواجده في المركز الخامس عشر للمساجد الأشهر على مستوى العالم، إلا أن آخر ترميم للمسجد كان في عهد الخليفة المأمون، بالعصر العباسي.