البث المباشر الراديو 9090
رئيس وزراء جورجيا إراكلي جاريباشفيلي
في تطور مفاجئ، أعلن رئيس وزراء جورجيا إراكلي جاريباشفيلي استقالته، مبديًا نيته الترشح لمنصب رئيس حزب الحلم الجورجي الحاكم المحافظ، وفقًا لموقع "تاجز شاو".

وأشار جاريباشفيلي، البالغ من العمر 41 عامًا، إلى رغبته في قيادة الحزب الحاكم بهدف تنظيم الانتخابات البرلمانية المقررة في الخريف.

وتستعد جورجيا، التي تقع بين روسيا والاتحاد الأوروبي، لانتخابات برلمانية تاريخية هذا العام، حيث من المتوقع أن يتولى زعيم الحزب الحالي إراكلي كوباتشيدزه منصب رئيس الوزراء.

يتطلع الجورجيين إلى الانتخابات المقبلة في ظل جهود بلادهم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فيما وصف جاريباشفيلي هذه الجهود بأنها "لحظة تاريخية"، مؤكدًا رفض بلاده لفرض العقوبات على روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا.

في سياق مختلف، وجهت الرئيسة سالومي زورابيشفيلي، المعروفة بتوجهها الموالي للغرب والتي ليست لديها سلطة كبيرة، اتهامات متكررة إلى الحكومة باتخاذ مواقف مؤيدة لروسيا.

من جانبه، فسر حزب الحركة الوطنية المتحدة المعارض استقالة رئيس الوزراء إراكلي جاريباشفيلي على أنها جزء من استعدادات عودة الملياردير بيدزينا إيفانيشفيلي، رئيس الوزراء السابق الذي يتمتع بنفوذ سياسي كبير، إلى الساحة السياسية قبيل الانتخابات البرلمانية في عام 2024، وهذا ما أكدته زعيمة المجموعة البرلمانية تينا بوكوشاوا.

وأشارت بوكوشاوا إلى أن هذا التطور يضر بالبلاد، حيث يطمح الناخبون الجورجيون بأغلبيتهم إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والاستفادة من الفوائد الاقتصادية المرتبطة به، ولكن السلطات في بروكسل أشارت إلى أن هذا الهدف سيظل بعيد المنال ما دام نفوذ إيفانيشفيلي يسود على الديمقراطية في جورجيا.

وفقًا لأحدث الإحصاءات، يبلغ عدد سكان جورجيا 3.7 مليون نسمة فقط، وتعبر نسبة تقارب الـ85% من إجمالي سكانها عن ميلهم نحو الغرب، وذلك في سياق تعزيز جهود البلاد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويسعى الجورجيون المؤيدون للغرب أيضًا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حيث يتخوفون من تدخل روسيا واحتمالية استيلائها على البلاد بأكملها في المستقبل.

يعلم الروس أن أي تقارب مع جورجيا يعتمد على استمرار حزب "الحلم الجورجي" في السلطة. وعلى الرغم من أن جورجيا كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي وأعلنت استقلالها بعد انهيار الاتحاد في عام 1991، إلا أن العلاقات مع روسيا تدهورت بشكل ملحوظ وتصاعد التوتر بين البلدين في عام 2008.

اندلعت الحرب بين جورجيا وروسيا بسبب التوترات في مناطق أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، حيث ادعت جورجيا سيادتها على هذه المناطق الانفصالية في وجه معارضة روسيا، مما دفع الأخيرة إلى التدخل العسكري.

حققت قوات موسكو الانتصار في الحرب في غضون خمسة أيام فقط، حيث سارت لمسافة تبلغ 40 كيلومترًا من العاصمة تبليسي. وبعد انتهاء النزاع بسرعة، اعترفت روسيا بالمناطق الانفصالية على أنها دول مستقلة.

وعلى الرغم من أن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لا تزالان تابعتان لجورجيا وفقًا للقانون الدولي، إلا أن السيطرة الفعلية عليهما تمضي بوتيرة مختلفة، حيث فقدت تبليسي السيطرة الفعلية على هاتين الدولتين بسبب دعم روسيا لهما.

تُعتبر النزاعات الإقليمية في الأراضي الجورجية عائقًا أمنيًا يعيق انضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث تعمل موسكو على تعزيز هذه الوضعية السياسية والأمنية الغير مستقرة، مدركة أن البلاد التي تعاني من هذه الظروف الأمنية الصعبة لن تتمكن من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز