البث المباشر الراديو 9090
سعيد عبد الحافظ
سنكتب عن 30 يونيو، لأن لا شيء يثبت أنها ثورة غيرت خارطة العالم الجديد إلا الكتابة.

جاءت ثورة 30 يونيو لتصحح مسار ثورة يناير، بعد أن استولى عليها "الجماعة الإرهابية" لصوص الثورات في التاريخ الحديث، وكان قدر الدولة المصرية أن تمر بظرف استثنائي هو الفريد من نوعه وهو قيام ثورتين في أقل من "30 شهرا" وما استتبع ذلك من تراكم أنقاض الفوضى في بلد كبير بحجم مصر.

وفي المقابل شرعت الجماعات الإرهابية وفي سبيل مشروعها التوليتاري إلى طمس الهوية المصرية والوسطية ومحاولة تحويل البلاد إلى جزء من كل في إطار مشروع يعلي من الهوية الدينية على حساب الهوية الوطنية وهو الأمر الذي لم تفهمه أو تتفهمه الجماعات الدينية أثناء حكمها البلاد.

ذلك أن هذا باختصار على غير رغبة أو مزاج المواطن المصري الذي يتميز بالوسطية ويميل هواه الوطني إلى القبول والتسامح بالتعددية الدينية التي تميزت بها مصر منذ فجر التاريخ.

وفي الإطار العام جاءت ثورة 30 يونيو لتهدم المشروع الكبير الذى كانت الولايات المتحدة ومن خلفها الغرب يستميتون لتنفيذه وهو المشروع الذي وضع استراتيجيته "نواه فيلدمان" البروفسير الأمريكي والذي تبنته الإدارة الأمريكية عقب أحداث سبتمبر 2011 وملخصه هو دعم تيارات الإسلام السياسي للقفز على السلطة وضمان المصالح الأمريكية في المنطقة العربية.

وكان لهذا المشروع أن يتحقق لولا اندلاع ثورة 30 يونيو وإزاحة جماعة الإخوان المسلمين وهو ما ترتب عليه تفكيك المشروع في ليبيا وتونس، وغيرها من الدول المرشحة للتطبيق، تفاصيل كثيرة لا شك، ومغامرات أكثر تعرضت لها الدولة المصرية ستكون أكثر تفصيلا وأكثر وضوحا للأجيال التي ستعقبنا، وفي ظني ستثمن الأجيال القادمة أنهم نجوا من طوفان كبير ضمن لهم العيش في دولة جديدة فرضت نفسها على النظام العالمي الجديد.

سعيد عبد الحافظ ـ عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز