في ذكرى ميلاد وحيد حامد.. صراع أدوار «طيور الظلام» بين الزعيم والنمر الأسمر
وحيد حامد والزعيم والنمر الأسمر
البداية عندما عرض السيناريست وحيد حامد على النجم أحمد زكي اختيار أحد أدوار الفيلم الرئيسية الثلاثة، فاختار "زكي" دور "الزناتي" الذي جسده لاحقا الفنان رياض الخولي، وافق وحيد حامد على اختيار "زكي" وذهب ليعرض السيناريو على عادل إمام، فاختار "الزعيم" دور "فتحي".
سارت الأمور بشكل طبيعي حتى علم "أحمد زكي" بمشاركة عادل إمام في الفيلم، فغير رأيه وطلب من وحيد حامد تجسيد دور "فتحي" بدلا من "الزناتي"، رفض "وحيد حامد" هذا الطلب، مؤكدا على اتفاقه المسبق مع "زكي" على اختياره لدور "الزناتي".
أدى رفض "وحيد حامد" لمطالبه إلى انسحاب أحمد زكي من الفيلم، مما اضطر "حامد" إلى إعادة النظر في اختيار الممثلين، فتم إسناد دور "فتحي" للفنان رياض الخولي.
يرجح البعض أن رغبة "أحمد زكي" في تغيير دوره تعود إلى رغبته في التنافس مع "عادل إمام" على بطولة الفيلم، خاصة وأن "زكي" كان لديه مستشارون يطلعون على السيناريوهات ويقدمون له النصحية، وربما نصحوه بأن دور "فتحي" هو الأهم في الفيلم.
لا شك أن غياب أحمد زكي عن فيلم "طيور الظلام" كان خسارة كبيرة للسينما المصرية، حيث كان يمكن أن يشاهد الجمهور عملا فريدا يجمع بين اثنين من أهم نجوم الفن في تاريخ العالم العربي.
على الرغم من الصراع على الأدوار بين "عادل إمام" و"أحمد زكي"، إلا أن علاقتهما ظلت جيدة ولم تؤثر على مسيرتهما الفنية، بل إن هذه المنافسة كانت إيجابية وساهمت في تقديم أعمال سينمائية مميزة حفرت أسماءهما بحروف من ذهب في تاريخ السينما المصرية.
يذكر أن السيناريست والكاتب وحيد حامد، ولد في مثل هذا اليوم من عام 1944 بقرية بني قريش بمحافظة الشرقية، ونشأ في كنف أسرة بسيطة، إلا أن ذلك لم يمنع طموحه من الانطلاق نحو آفاق الإبداع.
ويعد وحيد حامد، أحد أهم رواد السينما المصرية والعربية، وصاحب بصمة فنية مميزة أثرت في أجيال من المبدعين والجمهور.
ومن أشهر أعماله: "اللعب مع الكبار، طيور الظلام، الإرهاب والكباب، غريب في بيتي، الغول، معالي الوزير، آخر الرجال المحترمين، المنسي، الهلفوت، النوم في العسل، اضحك الصورة تطلع حلوة"، وغيرها.
