البث المباشر الراديو 9090
سمية عسلة
التقرير الأمريكى أمس، بخصوص مقتل المواطن السعودى خاشقجى أظهر للعالم أن الرئيس بايدن، يصفى حساباته القديمة مع السعودية لإحباطها مخططاتهم عام 2011-2012، والتى كانت تتخذ من الإسلام السياسى أداة لإسقاط الدول وعلى رأسهم مصر والسعودية والإمارات، لولا التحرك السعودى الحاسم والسريع بقطع الأذرع الإرهابية الواقعة تحت إدارة أوباما حينها، كذلك التصدى لمشروع الإخوان المسلمين والوقوف مع ثورة 30 يونيو المجيدة، ليستعيد المصريين بلدهم المحتل من قبل الميليشيا الإرهابية الحاكمة أنذاك.

التقرير الأمريكى المعلن عنه أمس، لا يعدو كونه وسيلة ابتزاز ساذجة للمملكة العربية السعودية، مستغلين قضية مقتل الصحفى والمواطن السعودى جمال خاشقجى، رغم أن القضية تم إغلاقها بعد عرضها على جميع الدرجات القضائية فى السعودية ومعاقبة المجموعة المتورطة فى هذه الحادثة، وأعلنت أسرة خاشقجى بعدها أنهم يقبلون الأحكام القضائية الصادرة ضد الجناة وأنهم يسقطون الدم، وشكروا القيادة السعودية على التحرك السريع العادل والمنصف فى هذه القضية.

يبدو من التقرير الخبيث لإدارة بايدن، أن الثأر بين الديمقراطيين والقيادة السعودية قديم منذ عهد أوباما، ليس فقط لأن السعودية أحبطت مخطط الديمقراطيين الأمريكيين من أجل إسقاط الدول الشقيقة وقلب نظام الحكم، بل إن التحرك السعودى الإماراتى فى دعم الاقتصاد المصرى بعد تولى الرئيس السيسى، الحكم خلال مؤتمر اقتصادى استضافته مدينة شرم الشيخ، كان بمثابة رسالة سعودية قوية تؤكد على أن المملكة تقف بالمرصاد لأى خطر خارجى يهددها أو يهدد الأمن القومى للرباعى العربى، وهذا ما أكدته مذكرات هيلارى كلينتون، والتى نشرتها الخارجية الأمريكية بخصوص زيارة عراب الدبلوماسية العربية المغفور له الأمير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية، عندما وقف أمام أوباما متحديًا إياه بعبارة صريحة "سندعم مصر.. ولن نسمح لكم بتهديد أمنها القومى". 

التقرير الأمريكى الساذج، لا يعدو كونه "شخبطة على ورق"، ولا يستند لأى أدلة أو مستندات موثقة وملموسة، وتضمن عبارات "لربما، يمكن، قد، نتوقع، نشعر"، كما أنه تقرير ضعيف لا يستند إلى أى قاعدة أو أدلة قانونية سوى تسجيل صوتى للأتراك لا ينفى ولا يثبت شىء ومشكوك فى صحته، وعدة مكالمات لا تثبت شىء هى الأخرى، مجرد مكالمات بين رئيس ومرؤوس يجرى مثلها كل يوم مليارات المكالمات حول العالم كل ساعة.

كما أنه لا يوجد قانون بالعالم يأخذ بالمشاعر والأحاسيس الدافئة المتعلقة بإدارة الرئيس بايدن، والتى لم تذكر جملة واحدة بصيغة التأكيد تدين سمو ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى شىء، ورد العالمين العربى والإسلامى على الافتراءات الأمريكية بحق ولى العهد السعودى وتحول هاشتاج "#كلنا_محمد_بن_سلمان"، إلى تريند عالمى يعبر عن مدى احترام وثقة الشعوب العربية والإسلامية فى ولى العهد السعودى، الذى يخوض حربا شرسة فى الحفاظ على مقدساتنا الإسلامية من صواريخ الحوثى الإرهابية ويحافظ على مقدرات الشعب اليمنى من عمليات النهب الإيرانى عبر وكيلها الحوثى فى اليمن.

مجمل القول أن قتلة سجناء أبوغريب وقتلة الأبرياء فى العراق هم من يتحدثون عن الحريات، ونسوا تماما جورج فلويد الذى دهست رأسه تحت حذاء الشرطة الأمريكية، وكذلك مجزرة السود وتهميشهم والاعتداءات اليومية للأمريكان ضد مستعمرات الهنود الحمر سكان القارة الأصليين فى أمريكا.

إدارة بايدن أول ما فعلته منذ توليها القيادة رفعت جماعة الحوثى من قوائم الإرهاب رغم كل المجازر الإنسانية التى ترتكبها فى اليمن لتنفيذ الأجندة الإيرانية، ورغم إعلانها "حسم" جماعة إرهابية إلا أنها ترى "الإخوان" جماعة ليست إرهابية، فكيف يضعون أدواتهم على قائمة الإرهاب!

المملكة العربية السعودية تخوض حربا شرسة أمام إدارة الديمقراطيين الآن، هذه الحرب ليست من أجل الحفاظ على أمنها وسيادتها فقط بل تصد وتدافع نيابة عن الرباعى العربى كله والمنطقة بأسرها، لذلك وجب علينا تقديم الدعم اللازم بشتى الطرق وجميع السبل.

 
تابعوا مبتدا على جوجل نيوز